منوعات / صحيفة الخليج

الحياة ونفسية الإنسان

د. مايا الهواري

الحياة عبارة عن مزيج من الأشياء المتضادّة، الحبّ والكره، الخير والشّر، الإيجاب والسّلب، السّعادة والفرح، والإنسان يعيش الحالتين شاء أم أبى، ولكنّ الذّكي هو الّذي يسخّر السّلبي ويحوّله لإيجابيّ فتغدو حياته أجمل وتسير كما يشاء، وهناك من يظنّ أنّ الحياة تعاكسه ولا تسير وفق هواه، فتكون البداية في كلّ أمر جميلة ثمّ تنتهي بسوء، فيظنّ أنّها لا تريده بل تعاكسه إلّا أنّ الحياة بريئة من هذا الاتّهام، والسّبب الرّئيسي وراء هذه النّظرة التّشاؤميّة هي نفسيّته ودرجة إيمانه بالله والنّيّة الخالصة لوجهه تعالى والثّقة به، كلّ ذلك له علاقة وطيدة بالحياة اليوميّة الّتي يعيشها المرء والأحداث الّتي تحصل له، فكلّما زاد الإيمان في القلب وتوثّق حسن الظّن به واليقين مع التّفاؤل تغيّرت الظّروف للأفضل ووفق ما يرغب، وتحسّنت لدرجة أن يجد الخير في الشّخص السّلبيّ، وهنا ما على الإنسان إلّا أن يطوّر نفسيّته ويتغيّر للأفضل من ناحية تفكيره بالرّجوع إلى الله تعالى والالتزام بأوامره والاستسلام لأقدار الله مع العمل والاجتهاد والدّعاء المتواصل الّذي من شأنه أن يغيّر القضاء، فالواقع هو انعكاس لأفكار المرء ومشاعره الدّاخليّة، وبتغيّر الفكر يتغيّر الواقع، إذ ينعكس ما في الدّاخل على الخارج، فالسّعيد داخلاً يرى كلّ ما حوله جميلاً وينظر للعالم الخارجيّ بعين التّفاؤل، على نقيض الحزين الّذي لا يرى أمامه سوى البؤس والشّقاء وأنّه مهما حاول وعمل سيبقى على حاله، فهذا نصيبه من الدّنيا ولن يجد من يأخذ بيده ويسانده، فينقل سلبيّته هذه لمن حوله، والّتي أحياناً ما تؤدّي إلى نفور البعض منه نشره للطّاقة السّلبيّة في المكان.
نستنتج ممّا سبق أنّ كلّ ما في داخلنا هو مرآة للخارج، فلينظّف المرء داخله، فكره وعقله لينعكس بياض قلبه ونقاوته على العالم الخارجيّ، وبذلك يرى الوجود جميلاً، فنفسيّة المرء نافذته نحو العالم، فلتكن هذه النّفسيّة مرحة سمحة لنعيش بهدوء وسعادة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا