أثار مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ضجة واسعة في مصر والعالم العربي، باعتباره يوثق لحظة نزول زرافة إلى مياه نهر النيل في القاهرة، قبل أن تتدخل طائرة مروحية لإنقاذها بالقرب من كوبري قصر النيل.
تجاوز الفيديو الذي انتشر بسرعة البرق على فيسبوك وتيك توك مليون مشاهدة خلال ساعات قليلة، ورافقه تعليقات متباينة بين الدهشة والسخرية والتساؤلات حول مصير الزرافة المزعومة.
الذكاء الاصطناعي وراء المشهد المضلل
ربما قد يتمكن البعض ممن يتابعون تطورات الذكاء الاصطناعي من معرفة أن الفيديو غير حقيقي بالكامل منذ اللحظة الأولى، حيث تظهر العلامة المائية لتطبيق «Sora» الذي أطلقته شركة «أوبن آيه أي» منذ أيام.
ولكن غير المتابعين لذلك المشهد قد يتفاعلون مع الفيديو باعتباره حقيقياً ولن يتمكنوا من كشف أنه مزيف بالكامل، وأنه من إنتاج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
دلائل تكشف التزييف
حتى إذا تم حذف العلامة المائية من الفيديو، سوف يتبين من الفحص أنه أُنشئ بواسطة أداة «Sora» التابعة لشركة OpenAI، المنصة المتخصصة في تحويل النصوص إلى مقاطع فيديو واقعية الشكل، على الرغم من أنها خيالية تماماً.
تحليل الفيديو كشفت عدة مؤشرات على زيفه، أبرزها:
•اختلاف ملامح الموقع عن الواقع، مثل غياب مبنى دار الأوبرا المصرية وظهور برج غير مطابق لبرج القاهرة.
•حركة غير طبيعية للزرافة وللأشخاص المحيطين بها؛ إذ بدا بعضهم ينظر إلى اتجاهات غير منطقية.
•لوحات السيارات وألوان النيل وضفافه لا تتطابق مع المشاهد الحقيقية في القاهرة.
صفحات وهمية وروابط محذوفة
نُشر الفيديو أولاً على صفحة تحمل اسم «Sora Arabic» عبر موقع فيسبوك، قبل أن يتم حذفه بعد موجة الجدل الكبيرة.
وعلى الرغم من الحذف، تسربت المقاطع سريعاً إلى منصات أخرى مثل تيك توك، حيث استمرت في الانتشار مصحوبة بادعاءات غير صحيحة عن «حادث بيئي غريب في نهر النيل».
رد رسمي: الزرافات بخير
وسط الجدل، خرج أحمد إبراهيم، عضو اللجنة الإعلامية لتحالف تطوير حديقتي الحيوان والأورمان، لينفي صحة الفيديو.
وقال إبراهيم في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مصرية: «الفيديو ملفّق باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، ولا أساس له من الصحة.. الزرافات في الحديقة بخير، ولا توجد أي مخاطر تهددها».
موجة عالمية من المقاطع الخيالية
تزامن انتشار هذا الفيديو مع موجة عالمية من المقاطع المصنوعة بتقنية Sora، التي أبهرت المستخدمين بقدرتها على إنتاج مشاهد خيالية بدقة عالية.
من بين أبرز هذه المقاطع المنتشرة عالمياً:
•امرأة عجوز تتناول الشاي مع دب ضخم.
•سنجاب يتذوق طعاماً حاراً ويتفاعل بطريقة إنسانية.
•قرد يقود دراجة بخارية وتطارده الشرطة على طريق سريع.
* فيديو لطفل يسقط من الشرفة ليلتقطه إحدى المارة قبل أن يصطدم بالأرض.
* بخلاف مقاطع لمشاهير متوفيين، مثل مقطع الملكة إليزابيث وهي تعيش في منطقة القلعة المصرية، ومايكل جاكسون وهو يأكل دجاج كنتاكي.
تحذير من التضليل الرقمي
الواقعة تسلط الضوء على خطر انتشار المقاطع المزيّفة عبر الذكاء الاصطناعي، خاصة مع قدرة الأدوات الحديثة على محاكاة الواقع بدقة شديدة.
ويحذر خبراء من أن هذه التقنيات قد تُستخدم لتضليل الرأي العام أو نشر أخبار كاذبة يصعب التحقق منها، داعين إلى ضرورة التوعية الرقمية والتحقق من المصادر قبل النشر أو المشاركة.
https://www.facebook.com/share/r/1Bi3ecQCJN/?mibextid=wwXIfr
https://www.facebook.com/share/r/1Gj8QBT8W3/?mibextid=wwXIfr
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.