في إطار احتفالاتها بمئوية تأسيسها، نظّمت مكتبات الشارقة العامة، بالتعاون مع مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة، في نادي سيدات الشارقة، فعالية معرفية تراثية بعنوان «بين القصة والحرفة». تضمنت الفعالية ورشة عمل تفاعلية عن صناعة الورق المعاد تدويره باستخدام مواد طبيعية، وذلك احتفاءً بالتراث الحرفي الإماراتي كجسر يربط الماضي بالحاضر. استهلت الفعالية بجلسة تعريفية قدّمتها أمل إسماعيل، من قسم تطوير مهارات المجتمع في «إرثي»، وتناولت خلالها الدور المحوري الذي يلعبه المجلس في الحفاظ على الموروث الإماراتي بأسلوب عصري. وتحدثت أمل بن خاتم، من قسم تطوير مهارات المجتمع في المجلس، عن الاستفادة من بعض أجزاء النخلة في صناعة الحبال والسلال والأدوات المنزلية، بما يعكس عمق العلاقة بين الإنسان والبيئة في التراث الإماراتي، وقدرته على توظيف الموارد الطبيعية بأسلوب مستدام. وسلطت الضوء على أهمية توثيق المعارف التقليدية المرتبطة بالنخيل ونقلها إلى الأجيال الجديدة من خلال البرامج الثقافية والحرفية، مؤكدة أن الحفاظ على هذه الحرف يسهم في دعم الاقتصاد الإبداعي المحلي عبر تطوير منتجات حديثة مستوحاة من التراث. وتعرّفت المشاركات خلال الورشة إلى المراحل الأساسية لإعادة تدوير الورق وصناعته يدوياً واكتسبن معرفة عملية حول دمج العناصر الطبيعية في إنتاج أوراق فنية جديدة تجمع بين البعدين البيئي والجمالي، في تجربة تعزز الوعي بالحرف المستدامة وأهمية توظيف الموارد المحلية في الابتكار الإبداعي.