تأمل الحكومة المصرية أن يشكل افتتاح المتحف المصري الكبير يوم السبت خطوة تاريخية لإنعاش قطاع السياحة بعد سنوات من التحديات، مع توقعات بأن يجذب المتحف وحده نحو سبعة ملايين زائر سنوياً، ويسهم في رفع عدد السياح إلى 30 مليون زائر بحلول عام 2030.
صرح أثري عالمي على أعتاب الأهرامات
يقع المتحف المصري الكبير على مساحة نصف مليون متر مربع ويطل مباشرة على أهرامات الجيزة، ويضم عشرات الآلاف من القطع الأثرية، من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة مجتمعة.
ويتميز المتحف بأساليب عرض تفاعلية حديثة وتقنيات الواقع الافتراضي، بخلاف أسلوب العرض التقليدي في المتحف القديم بوسط القاهرة.
آمال في انتعاش السياحة الثقافية
تشير الأرقام الرسمية إلى أن مصر استقبلت 15.7 مليون زائر العام الماضي، بإجمالي إنفاق تجاوز 15 مليار دولار، وهو رقم غير مسبوق.
لكن الخبراء يرون أن السياحة الثقافية لا تزال تشكل نسبة محدودة لا تتجاوز 15% من إجمالي الزائرين الأجانب.
وقالت غادة عبد المعطي، الأستاذ المساعد بالمعهد العالي للسياحة والفنادق بالإسكندرية، إن المتحف الجديد يمثل «فرصة ذهبية لجذب السائحين المهتمين بالثقافة والتاريخ»، مشيرة إلى أن هذا النوع من الزوار يمكث لفترات أطول وينفق أكثر من غيره.
برامج جديدة تجمع بين التاريخ والبحر
أوضح ريمون نجيب، مدير القطاع التجاري في مجموعة «أورينت»، أن شركته بدأت في إعداد برامج سياحية مزدوجة تتيح للسائحين زيارة المتحف ثم قضاء عدة ليالٍ في منتجعات البحر الأحمر مثل العين السخنة، مؤكداً أن الهدف هو دمج التجربة الثقافية والترفيهية في آن واحد.
السياحة.. مصدر حيوي للنقد الأجنبي
تُعد السياحة أحد أهم مصادر النقد الأجنبي لمصر، إذ تُستخدم إيراداتها في تمويل واردات حيوية مثل القمح والوقود.
ويأتي افتتاح المتحف في وقت تسعى فيه البلاد لتعويض تراجع إيرادات قناة السويس نتيجة التحولات في حركة الملاحة بالبحر الأحمر.
تطوير البنية التحتية والطرق المحيطة
من أجل استقبال الزيادة المتوقعة في عدد الزائرين، نفذت الحكومة المصرية تجميل الطرق المؤدية إلى المتحف وبنت مطاراً جديداً على بعد 25 كيلومتراً منه لتسهيل الوصول بعيداً عن ازدحام القاهرة.
كما تم نقل مدخل أهرامات الجيزة إلى الجهة الخلفية لتقليل الضغط المروري وإبعاد السائحين عن الوسطاء والباعة الجائلين.
وأوضح وزير السياحة شريف فتحي أن مصر أضافت خمسة آلاف غرفة فندقية جديدة خلال العام الجاري، وتستهدف إضافة تسعة آلاف أخرى قبل نهاية 2025.
نحو مستقبل أكثر إشراقاً للسياحة المصرية
ويرى خبراء الاقتصاد والسياحة أن افتتاح المتحف المصري الكبير قد يشكّل نقطة تحول في صورة مصر السياحية عالمياً، إذ يجمع بين العراقة التاريخية والحداثة في العرض والتجربة، ما يجعل القاهرة وجهة مفضلة لعشاق الحضارات حول العالم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
