انتُخب المصري خالد العناني رسمياً، الخميس، مديراً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» للسنوات الأربع المقبلة، في وقت تواجه تبعات انسحاب الولايات المتحدة منها بعد اتهامها بالتسييس. وكان انتخاب العناني خلفاً للفرنسية أودري أزولاي، إجراءً شكلياً بعدما اختاره المجلس التنفيذي أميناً عاماً في السادس من أكتوبر الماضي، بنيله 55 صوتاً من أصل 57، متفوقاً على منافسه الكونغولي إدوار ماتوكو. وحصل هذه المرة على 172 صوتاً من أصل 174 صوتاً أدلت بها الدول الأعضاء المجتمعة في مدينة سمرقند بأوزبكستان خلال المؤتمر العام للمنظمة. والعناني (54 عاماً) وزير سابق للسياحة والآثار في مصر، يتحدث الفرنسية بطلاقة ويحمل شهادة في علم المصريات من جامعة مونبيلييه وهو أصبح أول مدير عام لـ«يونيسكو» من دولة عربية، وثاني إفريقي بعد السنغالي أمادو محتار مبو (1974-1987). وقدّم العناني نفسه كرجل «إجماع» لقيادة المنظمة التي واجهت مجدداً في الأشهر الأخيرة اتهامات بالتسييس. ويحرم انسحاب واشنطن «يونيسكو» جزءاً كبيراً من مواردها المالية، إذ كانت تغطي 8 في المئة من إجمالي موازنتها. ووعد العناني الذي يتسلم منصبه في منتصف نوفمبر الجاري، بالعمل على إعادة الولايات المتحدة إلى المنظمة، وهو ما كانت أودري أزولاي نجحت في تحقيقه عام 2023، بعد ست سنوات من قرار ترامب سحب بلاده منها خلال ولايته الرئاسية الأولى. وكان العناني أكد في تصريحات سابقة أنّ «التحدي الراهن هو الموازنة»، مؤكداً أنها «ستكون أولوية للجميع». وفي ظلّ غياب التمويل الأمريكي وتراجُع التمويل من الدول الأوروبية التي تُعطي الأولوية لإنفاقها على الأسلحة والدفاع، يعتزم العناني تعزيز إيرادات «يونيسكو» عبر استقطاب مزيد من المساهمات الطوعية من الحكومات بطرق أبرزها نظام «مبادلة الديون»، والاستفادة من موارد القطاع الخاص مثل المؤسسات والجهات الراعية والشركات.