احتضنت منطقة القدرة بدبي أمسية «طقوس الصحراء» التي مثلت احتفالاً حيّاً حوّل الكثبان الرملية إلى لوحة نابضة بالعطر والثقافة والتقاليد.
تُعدّ التجربة تحيةً لجذور فن العطور العربي الروحية والحسيّة، إذ كشفت كيف تتداخل الطقوس والعطر والضيافة لتشكّل جوهر الهوية. انطلق الضيوف في رحلة عبر الصحراء التي تنبض بالحياة عبر الضوء والموسيقى والعبير، في انسجام تام بين التراث العريق والرقيّ المعاصر.
الأمسية نظمتها حامِدي، دار الفخامة الشرقية التابعة لشركة «ستيرلينغ بيرفيومز إندستريز ش.ذ.م.م»، وتجلّت في ثلاثة فصول رمزية، فبدأ الضيوف بالدخول عبر أقواس من العاج والرمال تصطف على جانبيها الفوانيس النحاسية وعبير البخور، حيث اُستقبلوا بماء الورد والقهوة العربية والحلويات التقليدية في تجسيد خالد لدفء الضيافة العربية.
ومع حلول الغسق، تحوّلت الصحراء إلى ساحة مضيئة تنبض بالإيقاع والحركة. وأدى راقصو التنّورة والفنانون الخليجيون وعازفو النار عروضهم المبهرة على وقع مأدبة عشاء حائزة على تصنيف ميشلان بيب غورمان من مطعم الخيمة التراثي، تنوّعت أطباقها بين المذاقات الإماراتية والمغربية والعربية الأصيلة.
وبلغت الليلة ذروتها في ردهة حامِدي، حيث يقود خبراء العطور الضيوف في تجربة «طقوسي مع حامِدي»، حيث طقس عودٍ إرشادي يكشف عن الحرفية الدقيقة وراء صناعة العطور والزيوت والبخور، محوّلاً العطر إلى فعل من التواصل والتأمل.
صُممت كل تفصيل «طقوس الصحراء» لتوقظ الحواس في رحلة متكاملة، فتألّفت لوحة الألوان من العاج والرمال الذهبية وتوهّج الكهرمان، لتعكس جمال الصحراء عند الغروب. وامتزجت الآلات العربية مع إيقاعات الـ «دي جي» الحديثة لتشكّل مشهداً صوتياً متطوراً ومتجدداً. واستقبل البخور الضيوف عند المدخل، وعبقت ناشرات العطور الجو، فيما انساب دخان العود كخيطٍ عطريّ يوحّد عناصر التجربة في نسيجٍ واحد.
مثّل «طقوس الصحراء» تجسيداً حيّاً لإخلاص العلامة في السعي نحو النقاء والإتقان والتقدير العميق للفن والتراث.
من خلال هذه التجربة، تُعيد حامِدي تعريف العطر بما يتجاوز التزيّن، بوصفه طقساً يربط بين الماضي والحاضر، والجسد والروح.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
