كشف علماء الفلك عن إشارة راديوية غير مألوفة صادرة من الزائر الغامض بين النجوم، الذي أطلقوا عليه اسم 3I/ATLAS، أثناء تحركه نحو الأرض عبر النظام الشمسي.ويأتي هذا الاكتشاف في وقت تتابع فيه التلسكوبات العالمية هذا الجسم الفضائي الذي يثير فضول العلماء منذ اكتشافه الصيف الماضي، بحسب صحيفة ديلي ميل. أول رصد لموجات من 3I/ATLAS باستخدام تلسكوب MeerKAT في جنوب إفريقيا، رصد الباحثون جزيئات الهيدروكسيل (OH) حول الجسم في 24 أكتوبر 2025.وأوضح آفي لووب باحث من جامعة هارفارد أن هذه الجزيئات تُصدر توقيعاً راديوياً مميزاً يمكن للتلسكوبات التقاطه.وقد أظهرت التحليلات أن حرارة سطح 3I/ATLAS تبلغ نحو –45 درجة فهرنهايت، ويصل قطره إلى ستة أميال، ما يجعله أكبر من الجسم الشهير 1I/'Oumuamua الذي اكتُشف عام 2017 وبلغ طوله بضع مئات من الأقدام فقط. انبعاثات هائلة تكشف عن حجم النشاط أكدت الصور البصرية التي التقطت في 9 نوفمبر وجود انبعاثات ضخمة صادرة من 3I/ATLAS، تمتد نحو الشمس نحو 600 ألف ميل، ونحو الاتجاه المعاكس نحو 1.8 مليون ميل، أي بحجم تقريباً قطر الشمس أو القمر في السماء.وأشار البروفيسور لووب إلى أن هذه الانبعاثات الضخمة تتحدى تفسيرها ككائن مذنب طبيعي؛ إذ إن تحرك هذه الفوهات الضخمة بسرعة كبيرة يتطلب عادة شهوراً إذا كان المذنب طبيعياً، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة الجسم الفعلية. القرب من الأرض وفرصة دراسة استثنائية يبعد 3I/ATLAS حالياً نحو 203 ملايين ميل عن الأرض، ومن المتوقع أن يقترب أكثر في 19 ديسمبر، وهو الموعد الذي يمكن خلاله لتلسكوبات هابل وويب قياس سرعته ومركبه الكتلي بالكامل لتحديد طبيعته بدقة.وتراقب المراصد العالمية هذا الجسم عن كثب، خاصة أن مساره يقع ضمن 9 درجات من اتجاه إشارة «واو» الشهيرة عام 1977، ما يزيد الغموض حوله. بعثات مستقبلية واستكشاف شامل من المقرر أن يمر مسبار ناسا جونو بالقرب من الزائر في 16 مارس 2026، على بعد 33 مليون ميل من كوكب المشتري، لاستخدام هوائيه ثنائي القطب للبحث عن إشارات راديوية منخفضة التردد.ويأمل العلماء أن تساعد هذه البيانات، إلى جانب الملاحظات البصرية والراديوية، على تحديد ما إذا كان 3I/ATLAS مذنباً جليدياً طبيعياً أم كائناً مجهولاً ربما يستخدم دفعات تكنولوجية لإنتاج الفوهات من دون فقدان كتلة هائلة.