تشارك الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد في النسخة الـ17 من معرض «فن أبوظبي»، الذي تنطلق فعالياته في منارة السعديات بتاريخ الأربعاء.وتقدّم الجمعية خلال المعرض عملاً فنياً بعنوان «حضور ملموس: مجتمع يُراعي»، يجسد تجارب واقعية لأشخاص متعايشين مع التصلب المتعدد، بهدف تسليط الضوء على تجاربهم الخاصة، وتعزيز الوعي المجتمعي بالتحديات غير الظاهرة التي يواجهونها.وتُعد هذه المشاركة، التي أشرفت على تنسيقها منصة دروازة التجريبية للفنون وأنتجتها شركة «تريبليتس أون سِت»، منصة تفاعلية تدعو الزوار لفهم أعمق لتجربة التصلب المتعدد ودور الرعاية المجتمعية في دعم المتعايشين معه.ويتكون العمل من عنصرين مترابطين، أولهما بصري يعتمد على إنتاج فيديو أصلي، والثاني سلسلة من العروض الحية والقراءات التفاعلية التي تقدمها الجمعية بالتعاون مع مجموعة من الفنانين المقيمين في الإمارات.ويستعرض الفيديو خمس تجارب لأشخاص متعايشين مع التصلب المتعدد، موضحاً كيف يتعامل كل منهم مع ما يواجهه من تغيرات في الحركة والإحساس بالجسد بسبب حالته. ويضم العمل مشاركين من فئات عمرية وخلفيات متنوعة، مسلطاً الضوء على الجوانب غير المرئية للتصلب المتعدد.ويتجاوز المشروع ما يعرض على الشاشة، ليتيح مساحات متعددة للتأمل والتواصل والتفاعل الإنساني ومن خلال مقاربة حسية متكاملة، يقدِّم «حضور ملموس» سرداً بصرياً حياً عن مجتمع التصلب المتعدد، مبرزاً كيف تسهم الممارسات الإبداعية، ضمن المشهد الثقافي في الإمارات، في تعزيز الدعم المتبادل، وترسيخ الشعور بالانتماء.وقالت مرال ألكسندريان، المديرة التنفيذية بالإنابة للجمعية: «يقدم مشروع (حضور ملموس) مساحةً للتعرف إلى تجارب المتعايشين مع التصلب المتعدد، لا كحالات صحية فقط، بل كقصص إنسانية تتشكل من الهوية وتتأثر بالرعاية، فالدمج الحقيقي يتحقق بالحضور والتفهم واستشعار الهدف المشترك، وليس بالوعي وحده، ونحن فخورون بشركائنا الذين ساعدوا بحسهم الفني على نقل هذه التجارب إلى فضاء ثقافي يعزز الفهم والتقدير ونشكر معرض (فن أبوظبي) على دعمه للبيئة الثقافية التي تحتفي بالتأمل والتواصل والمجتمع، وتؤكد قدرة الفن على الإلهام والتقريب بين الناس من خلال إنسانيتهم المشتركة».وتعد هذه المشاركة هي الثانية للجمعية في معرض «فن أبوظبي»، بعد عملها الفني التركيبي عام 2023 بعنوان «كيف تكون الطبيعة ثابتة والشمس لا تتحرك؟» الذي أشرفت عليه كذلك منصة دروازة التجريبية للفنون وتتعاون الجمعية مع «دروازة» بشكل متواصل تأكيداً لقدرة الفن على فتح آفاق جديدة للتعبير والمشاركة المجتمعية.وقالت منيرة الصايغ، القيّمة الفنية المستقلة ومؤسسة المنصة: «خلال (عام المجتمع)، يتبنى تعاوننا مع الجمعية الفن وسيلة للتعبير الإنساني، سواء عبر الأفلام أو العروض الحية وفي هذا الفضاء نصغي إلى القصص، ونفهم كيف تُترجم التجارب إلى واقع ملموس، والأهم من ذلك، أن هذا المشروع يسلط الضوء على أهمية المجتمع بوصفه مساحة آمنة للمشاركة والدعم المتبادل».وخلال معرض «فن أبوظبي»، تقدم الجمعية سلسلة من الأنشطة التفاعلية والأدائية، تشمل الشعر والحركة والصوت والكلمة، على مسرح منارة السعديات، لتوسّع من تجربة مشاركتها هذا العام، وتمنح الجمهور طرقاً جديدة للاستماع والتأمل والتواصل.