كتب محمود عبد الراضي
الثلاثاء، 18 مارس 2025 01:16 مأيام قليلة تفصلنا عن احتفالات عيد الأم، تلك المناسبة التي تفتح لنا نافذة على حب الأمهات وتضحياتهن، وتعيد للأذهان قصص البطولة التي تكتبها الأمهات بأيديهن في حياة أبنائهن، ومن بين تلك القصص التي تلامس القلوب وتثير الفخر، تبرز قصة أم الشهيد المقدم أحمد عبدالفتاح جمعة، الذي عُرف بلقب "الشهيد الساجد"، والذي اختار الشهادة أثناء أداء واجبه الوطني.
يحتفل هذا العام بعيد الأم مع تكريم "أمهات الأمهات المثاليات"، وفي مقدمتهن السيدة سناء بشارى محمد، والدة المقدم أحمد، التي تروي لنا قصة بطل عاش حياته بشجاعة، وعشقها حتى نالها في آخر لحظات عمره.
أحمد عبدالفتاح جمعة، المولود في 5 سبتمبر 1983 بمدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، نشأ في أسرة عريقة تخللتها نخوة وشجاعة، فقد كان والده مديرًا عامًا للشؤون الاجتماعية وعمدة قرية أبودياب، وجده عضوًا في مجلس النواب، تلك الجذور العميقة جعلت منه شخصًا يعتز بخدمة وطنه بكل ما أوتي من قوة.
استشهد أحمد في 8 أغسطس 2017، بعد أن تلقى رصاصة غدر من إرهابي خلال مداهمة أمنية، ولكن روح البطل ظلّت حية في ذاكرة كل من عرفه.
في مناطق قنا حيث نشأ، لا يزال الجيران يروون قصصًا عن طيبته وحسن أخلاقه، عن تلك اليد التي كانت تمد العون دائمًا، وعن تلك القلب الأبيض الذي لم يخذل أحدًا.
في جنازته العسكرية، التي شيّعها الآلاف من أهل قنا وزملائه في الأمن المركزي، كان مشهد صغير يتصدر الجميع، وهو طفله ياسين، الذي لم يتجاوز عامه الثاني، وهو في سيارة الإطفاء يرافق جثمان والده البطل.
ليست الأحزان وحدها التي حملها أهل الشهيد، بل كان الحزن يشمل الجميع، من زملائه في الخدمة الذين توعدوا بالثأر لروحه، إلى كل من تقاطع مع هذا الشاب النبيل في مسيرته الحياتية.
مصر خلدت ذكرى هذا البطل، وكرمته من خلال إطلاق اسم المقدم أحمد عبدالفتاح جمعة على مدرسة المنشية الابتدائية، ليظل اسمه حيًا بين الأجيال القادمة، وتظل أمه سناء بشارى، التي حملت فخر الشهيد وألمه، نموذجًا للعطاء والتضحية اللامحدودة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.