الزى الفرعونى المصرى التقليدى يزين احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بعيد الاستقلال الوطنى الـ 79، والذى يصادف 25 مايو من كل عام، حيث أقامت جامعة العلوم التطبيقية احتفالا وطنيا كبيرا، تحت رعاية وزير الثقافة الأردنى مصطفى الرواشدة، وبحضور لفيف من الوزراء والنواب الأردنيين وأعضاء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في الأردن، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة ووزير الاتصال الحكومي السابق الدكتور مهند مبيضين وقيادات الجامعة، من بينهم رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور هيثم أبو خديجة، ورئيسة الجامعة الدكتورة سميحة الجراح والدكتورة نسرين كريم دحدول مساعد عميد شئون الطلبة، بالإضافة إلى لفيف من الطلاب المصريين والعرب. رفع علم مصر مع بداية الاحتفال، حرصت الجامعة على أن يشارك جميع طلابها من الأردنيين والمصريين والعرب المنتسبين لها، في كافة فقرات الاحتفال التي بدأت برفع أعلام الجاليات من الطلاب العرب والأجانب في مدخل مقر الاحتفال، فيما قدمت كل دولة عبر ممثل لها من هؤلاء الطلاب ومن بينها مصر. بالزي الفرعوني المصري التقليدي، ظهر الطالب المصري محمد، الذي يدرس هندسة وتطبيقات في الجامعة، مرتديا زيا معبرا عن بلده رافعا العلم المصري ليشارك الأردن قيادة وحكومة وشعبا هذا العيد الوطني الغالي على كل الأردنيين، فيما كانت إحدى الطالبات المصريات من بين ممثلي الدول المشاركة بطلابها برفع الأعلام على مسرح الجامعة مع بداية الاحتفال، الذي نظمته جامعة العلوم التطبيقية تأكيدا على روح الأخوة والعلاقات التاريخية بين القاهرة وعمان. أغان وطنية ومصرية فقرات وطنية ثقافية غنائية كانت محطات رئيسية في الاحتفال تعبيرا عن الاعتزاز بالانتماء للوطن في عيده والذي يمثل أهم الأعياد الوطنية للأردنيين، حيث يخرجون في الشوارع رافعين الأعلام ويستمعون للأغاني الوطنية، فيما أكد رئيس مجلس أمناء الجامعة، أن يوم الاستقلال يمثل محطة مشرقة في تاريخ الوطن، ومناسبة لتجديد العهد على المضي قدما في بناء الأردن الحديث بقيادة الملك عبدالله الثاني، وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني. "الزي الفرعوني المصري"، لم يكن فقط ضمن فقرات الاحتفال الذي امتد إلى قرابة 3 ساعات، بل كانت الأغاني المصرية القديمة والحديثة ضمن أهم الفقرات الغنائية التي أثرت مراحل الاحتفال منذ البداية وحتى النهاية لتؤكد أن مصر حاضرة في كافة المناسبات لتعبر عن مدى الروابط التاريخية والإنسانية مع الأشقاء في الأردن، فيما تضمن الحفل عروضا فنية قدمتها الجاليات الطلابية، أبرزت تنوع الثقافات داخل الجامعة، والروح الجامعة التي تسود بين الطلبة وتعكس بيئة تعليمية منفتحة وحاضنة للتنوع. وثيقة تاريخية الدكتور مهند مبيضين رئيس مركز التوثيق الملكي الأردني، حرص ومن خلال حضوره الاحتفال، على توزيع نشرة توثيقية خاصة أصدرها المركز، بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة، تستعرض أبرز المحطات والأحداث الوطنية التي رافقت هذا الحدث التاريخي الخالد. وقال مبيضين، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش الاحتفال، إن النشرة تتضمن مواد صحفية أرشيفية توثق لحظات مفصلية في تاريخ الاستقلال، مقدمة بأسلوب ييسر على القارئ فهم السياق التاريخي ويعزز روح الانتماء الوطني والاعتزاز بالهوية الأردنية، مؤكدا أن إصدار هذه النشرة يأتي ضمن جهود المركز المتواصلة في حفظ الذاكرة الوطنية وتوثيق الأحداث التي شكلت منعطفات مهمة في مسيرة الدولة الأردنية. الدكتورة نسرين كريم دحدول، التي كانت في مقدمة استقبال الضيوف عند مدخل مقر الاحتفال والمشرف على هذه الاحتفالية الوطنية، أكدت أن جامعة العلوم التطبيقية تحرص سنويا على إحياء المناسبات الوطنية الكبرى، تأكيدا على دورها المجتمعي والوطني في ترسيخ قيم الولاء والانتماء، وتعزيز الهوية الوطنية بين طلبته، مشددة على أن احتفال عيد الاستقلال هذا العام يمثل مراحل تطور الأردن من الناحية السياسية والثقافية في فترة ما بعد الاستقلال، والوقوف على أبرز إنجازات الدولة الأردنية خلال هذه الفترة، وأشارت إلى أن الاستقلال حالة ناجزة متواصلة بغض النظر عن الظروف والصعوبات التي مرت وتمر بها الدولة الأردنية والتحديات الإقليمية والدولية. استقلال الأردن وعيد استقلال الأردن في يوم 25 مايو 1946 حين وافقت الأمم المتحدة بعد نهاية الانتداب البريطاني، والاعتراف بالأردن كمملكة مستقلة ذات سيادة، وأعلن البرلمان الأردني حينها، الملك عبد الله الأول ملكا عليها، الذي استمر في الحكم حتى اغتياله في عام 1951، بينما كان يغادر المسجد الأقصى في القدس. ووصل الأمير عبد الله إلى معان في 21 أكتوبر 1920، واُستقبِل بحفاوة من أعيان البلاد ووجهائها وقادة الحركة العربية، وبقي في معان عدة أشهر، ولكن قادة الحركة العربية حثوه للتقدم شمالًا إلى عمان فدخلها في 2 مارس 1921م بين التهليل والترحيب، وشهدت البلاد عرسا قوميا فرحا بقدوم الأمير. وغضبت بريطانيا وفرنسا من قدوم الأمير حينها، وقامت فرنسا باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز قواتها على الحدود الجنوبية السورية، أما بريطانيا فقد حاولت بكل قواها إخراج الأمير من المنطقة قبل أن تفكر بالاتفاق معه؛ إذ بينت للأمير عبد الله أن الحكومة البريطانية على استعداد لبحث القضايا العربية، فالتقى الأمير عبد الله حينها برئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في القدس، وتم الاتفاق بينهما على تأسيس إمارة شرق الأردن. وأسّس الأمير عبد الله بن الحسين عام 1921 إمارة شرق الأردن، فيما اعترف مجلس عصبة الأمم بإمارة شرق الأردن كدولة تحت الانتداب البريطاني واستبعدت الأراضي الشرقية من نهر الأردن من جميع الأحكام التي تتناول الولاية على المستوطنات اليهودية، وظلت البلاد تحت الإشراف البريطاني حتى عام 1946.واستمر النضال الوطني على المستويين الرسمي والشعبي من أجل الحصول على الاستقلال، وبقيت بريطانيا تماطل في تحقيق المطالب الوطنية إلى أن توجت هذه الجهود بإعلان استقلال الأردن، وعقد المجلس التشريعي الأردني جلسة خاصة قدم خلالها قرار مجلس الوزراء، وقرارات المجالس البلدية المتضمنة رغبة البلاد في الاستقلال، كما أعلن قرار بالإجماع يقضي بإعلان استقلال البلاد الأردنية باسم: المملكة الأردنية الهاشمية، والبيعة لسيد البلاد ومؤسسها عبد الله الأول بن الحسين ملكا دستوريا. ما بعد الاستقلال أصبح الأردن عضوا مؤسسا لجامعة الدول العربية في عام 1945، وكدولة مستقلة، فإنها انضمت إلى الأمم المتحدة في عام 1955، أعلن الملك الحسين في 1956 تعريب قيادة الجيش بإعفاء كلوب باشا من منصبه كقائد للجيش الأردني، وتسليم قيادة الجيش إلى ضباط أردنيين. وشارك الأردن بتأسيس جامعة الدول العربية، وانضم إليها عام 1945، واستقل عن بريطانيا في 25 أيار 1946، كما شارك الجيش العربي الأردني في حرب فلسطين 1948م وقاتل الجيش ببسالة، وأصبح الأردن عضوا في هيئة الأمم المتحدة في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وأعلن الوحدة بين الضفتين في 24 أبريل 1950م وإعلان الدستور الأردني عام 1952م في عهد الملك طلال بن عبد الله.