كتبت إيمان علي

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى للمرحلة الأولى من مدينة "مستقبل مصر الصناعية"، وانطلاق موسم حصاد القمح من مشروع "مستقبل مصر" للإنتاج الزراعى، يعدان نموذجا عمليا لرؤية الدولة المصرية فى تحقيق الأمن القومى الشامل، الذى يمتد إلى الغذاء والزراعة والصناعة، وهو ما يجسد استراتيجية بناء دولة قوية مكتفية ذاتيا وقادرة على مواجهة التحديات الدولية والإقليمية.

وأكد فرحات، أن مشروع "مستقبل مصر" الزراعى يمثل نقطة تحول حقيقية فى ملف الأمن الغذائى المصرى، حيث تستعيد الدولة تدريجيا قدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها القمح، الذى كان يمثل لسنوات طويلة ثغرة فى معادلة الأمن القومى نتيجة الاعتماد على الاستيراد الخارجى وتقليص فاتورة استيراد القمح يخفف الضغط على العملة الصعبة، ويسهم فى استقرار الاقتصاد الكلى، ويمنح الدولة قدرة أكبر على الحفاظ على استقلال قرارها السياسي.

وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر، أن مدينة "مستقبل مصر الصناعية" تأتى فى إطار رؤية القيادة السياسية لإنشاء مدن صناعية حديثة خارج الكتل السكانية التقليدية، تمثل بيئة استثمارية متكاملة تضم مصانع وصوامع ومراكز للخدمات اللوجستية والتدريب الفنى، بما يعزز من فرص العمل ويحقق قيمة مضافة للموارد الزراعية عبر التوسع فى التصنيع الزراعى، لافتا إلى أهمية التداخل بين الإنتاج الزراعى والصناعى لتحقيق التنمية المتكاملة.

وأوضح فرحات، أن توجيهات الرئيس السيسى بشأن دعم القطاع الخاص والمستثمرين المحليين فى المجال الزراعى والصناعى، تعكس وعيا حقيقيا بأهمية الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص فى تحقيق التنمية المستدامة، داعيا الحكومة إلى سرعة تفعيل هذه التوجيهات وتحويلها إلى سياسات تنفيذية واضحة.

وشدد أستاذ العلوم السياسية، على أن المشروعات القومية الكبرى ليست فقط مشروعات اقتصادية، بل هى أيضا مشروعات لبناء الثقة الوطنية، وتعزيز الانتماء، وتمكين المواطن من الشعور بأن الدولة تتحرك فعليا لتأمين مستقبله وتحقيق طموحاته.