رسالة المدينة المنورة - محمود عبد الراضيالسبت، 24 مايو 2025 12:43 م واصل حجاج بيت الله الحرام من المصريين زياراتهم الروحانية في المدينة المنورة، حيث توافدوا إلى مقبرة البقيع، في مشهد مهيب طغت عليه مشاعر الخشوع والسكينة، وسط تنظيم محكم وتيسيرات وفّرتها بعثة الحج الرسمية المصرية. في صمت يليق بجلال المكان، سار الحجاج على خُطا من سبقوهم، بين قبور الصحابة وآل البيت، رافعين أكف الدعاء، ومتأملين في سيرة من كانوا رفقاء النبي، يستمدّون من المكان روح الطمأنينة وصفاء النفس. وقال أحد الحجاج: "زيارة البقيع لحظة لا تُنسى… شعرت أنني على أعتاب زمن النبوة"، وأضاف آخر: "دعوت أن يجعل الله هذه الرحلة بابًا للسكينة والغفران". وتأتي زيارة البقيع ضمن برنامج منظم أعدّته بعثة الحج المصرية بعناية، يشمل المزارات الإسلامية الرئيسية في المدينة المنورة، إلى جانب الروضة الشريفة. وقد بدأت البعثة عملها منذ لحظة استقبال الحجاج في مطار المدينة، حيث نظّمت لجان الاستقبال احتفالًا ترحيبيًا تضمن تقديم الهدايا الرمزية، وإجراء ترتيبات الدخول بسلاسة. وجرى تسكين الحجاج إلكترونيًا في فنادق قريبة من المسجد النبوي، وتوفير حافلات مكيفة لنقلهم بين المواقع المختلفة، مع تخصيص فرق ميدانية لمساعدة كبار السن والحالات الإنسانية، بما يضمن لهم رحلة آمنة ومريحة. كما استعانت البعثة بعناصر من الشرطة النسائية لتسهيل تنقلات السيدات، ووفرت مرشدين دينيين لتقديم شروحات مبسطة حول المناسك، مع تنظيم زيارات جماعية للمزارات في المدينة. ولم تهمل البعثة الجانب الصحي، حيث أُنشئت عيادات متنقلة وثابتة للكشف وصرف الأدوية، إضافة إلى توزيع الوجبات الجافة والمياه، وتقديم الإرشادات الخاصة بالوقاية من الإجهاد الحراري، والتأكيد على أهمية شرب السوائل وتجنب التعرض المباشر للشمس. وفي الخلفية، تعمل غرفة عمليات مخصصة على مدار الساعة لمتابعة أحوال الحجاج أولًا بأول، والتعامل السريع مع أي طارئ. بهذا التناغم بين الجهد الرسمي والمشهد الإيماني، تسير رحلة الحجاج المصريين في الأراضي المقدسة بطمأنينة تُكتب في سجل الذكريات، وتُروى للأجيال.