كتبت: هناء أبو العز

أنهي وفد من البرلمان الأوروبي للعلاقات مع دول المشرق، جولته الرسمية إلى مصر، والتي كانت في الفترة من من 25 إلى 27 مايو 2025، برئاسة لوران كاستيو (حزب الشعب الأوروبي - فرنسا)، وضم كلًا من كريستوف غومار (فرنسا)، إليزابيث جروسمان (النمسا)، وجياديس جيادي (قبرص).

هدفت الزيارة إلى عقد الاجتماع البرلماني الرابع عشر بين الاتحاد الأوروبي ومصر، بمشاركة نواب من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، وذلك في إطار تعزيز العلاقات البرلمانية بين الجانبين. وناقش الاجتماع عدداً من الملفات الحيوية، من بينها العلاقات الثنائية، وضع حقوق الإنسان (خاصة حقوق المرأة)، السياسات البيئية وتغير المناخ، حزمة المساعدات المالية المقدمة من الاتحاد الأوروبي لمصر، والدور المصري في الوساطة الإقليمية.

كما التقى الوفد برئاسة رئيس مجلس النواب المصري المستشار حنفي الجبالي، ووكيلي البرلمان المستشار بهاء الدين أبو شقة، حيث تم التأكيد على أهمية تقوية العلاقات بين البرلمانين. وأعرب المشاركون عن التزامهم بشراكة قوية وطموحة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مع الاعتراف بالدور المحوري لمصر في الحفاظ على استقرار المنطقة.

وشملت الزيارة لقاءات مع مسؤولين في الحكومة المصرية، منهم وزير الخارجية السفير بدر عبد العاطي، ووزير الشؤون القانونية والنيابية محمود فوزي، حيث دار النقاش حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية مثل الهجرة، الصراع في الشرق الأوسط، والوضع في غزة، إضافة إلى التعاون في مكافحة الإرهاب وملف حقوق الإنسان. وأعرب الوفد عن قلقه البالغ تجاه الحرب المستمرة في غزة وتداعياتها على المنطقة بأكملها.

وأشاد النواب الأوروبيون بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تنفذها الحكومة المصرية، وأكدوا دعمهم المتواصل لأجندة مصر التنموية. وشدد رئيس الوفد على أهمية تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بين الجانبين لمواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب والهجرة والتغير المناخي.

وزار الوفد عددًا من المشروعات الممولة من الاتحاد الأوروبي، من بينها مشروع كبير لمعالجة مياه الصرف الصحي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية، ومركز الدراسات الشرقية الدومينيكاني، الذي يعنى بتشجيع الحوار بين الأديان والثقافات.

كما شارك الوفد في جلسات حوارية مع عدد من منظمات المجتمع المدني العاملة في مجالات التنمية وحقوق المرأة، مثل هيئة الإغاثة الكاثوليكية، والهيئة القبطية الإنجيلية، وكير مصر، ومنظمة أنقذوا الأطفال، واختتم الوفد جولته بزيارة مدرسة اللاجئين التابعة لآباء كومبوني، حيث شاهد الوفد ملامح التنوع الثقافي والديني في مصر.

وقال لوران كاستيو، رئيس الوفد: “من المهم جدًا أن نكون في القاهرة اليوم، خاصة وأنها أول زيارة من نوعها لوفد البرلمان الأوروبي إلى مصر منذ سبع سنوات. هذا الاجتماع يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في علاقاتنا الثنائية، ونحن ملتزمون بدعم التفاهم والتعاون المتبادل.”

وأضاف: “نقدر  دور مصر في استقرار المنطقة، ونتطلع إلى مواصلة الحوار حول قضايا حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والأمن الإقليمي، إلى جانب استكشاف آفاق جديدة للتعاون.”

وفي ختام الزيارة، وجه الوفد الأوروبي دعوة للبرلمانيين المصريين لزيارة البرلمان الأوروبي في بروكسل عام 2026 لعقد الاجتماع البرلماني المقبل.

وجرت الزيارة بالتنسيق الوثيق مع بعثة الاتحاد الأوروبي في القاهرة، التي أعرب أعضاء الوفد عن شكرهم لها على الدعم الكبير الذي قدمته لإنجاح البرنامج.