نشر قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مقال بعدد مجلة الكرازة المرقسية، بعنوان على خطى القديس مارمرقس.
وجاء فى مقال قداسة البابا: "بنعمة المسيح قمنا بزيارة رعوية وافتقاد إلى أربع دول في وسط أوروبا هي بولندا ورومانيا وصربيا والتشيك، وهي تشكل مع دولة المجر (التي زرناها قبلاً في أغسطس 2023) إيبارشية وسط أوروبا القبطية وأسقفها نيافة الأنبا جيوفاني، وكانت زيارتنا في الفترة ما بين 25 أبريل حتى 8 مايو 2025، حيث صلينا قداس تذكار استشهاد القديس مارمرقس في آخر محطات الزيارة في كنيسة دير مستعارة من الكنيسة الكاثوليكية في دولة التشيك.
وذكر أنه بدأ الإعداد لهذه الزيارة مع بداية العام الحالي مع اتصالات وتفاصيل عديدة خاصة والتواجد القبطي في هذه الدول محدود عددًا، حيث بذل نيافة الأنبا جيوفاني مع مساعديه من الآباء الكهنة والشمامسة والأراخنة جهدًا كبيرًا قبل الزيارة وأثناءها حتى تمت بسلام، وتنقلنا بالطائرة خمس مرات وبالسيارات عديد من المرات. وقد صحبنا في هذه الزيارة نيافة الأنبا فام أسقف شرق المنيا، ونيافة الأنبا أكسيوس أسقف المنصورة، ومدير مكتبنا الراهب القس عمانوئيل المحرقي، والشماس جوزيف يونان، مع مجموعة إعلامية ضمت من مصر مايكل فيكتور، ومن إيطاليا بيشوي وجورج، ومن النمسا بیشوي دميان، كما انضم لنا بعض أساقفة أوروبا في أجزاء من الزيارة.
وكانت هذه هي الزيارة الأولى لبابا الإسكندرية وكانت تهدف إلى التعريف بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبتاريخ بلادنا مصر وحاضرها والبحث عن ما يناسب خدمة الكنيسة ورعاية أبنائنا مع التواصل مع كنائس هذه البلاد على أرضية محبة المسيح التي تحصرنا.
وقد تنوعت فقرات هذه الزيارة المكثفة إلى عدة مجالات:
أولاً: مقابلات كنسية
تقابلنا للمرة الأولى مع غبطة البطريرك دانيال بطريرك الكنيسة الرومانية الأرثوذكسية في مقره بالعاصمة بوخارست، ومع غبطة بطريرك صربيا دكتور بروفيريوس بطريرك الكنيسة الصربية الأرثوذكسية في كنيسة القديس سافا، كما تقابلنا مع رئيس أساقفة وارسو/ بولندا، ورئيس أساقفة التشيك من الكنيسة الكاثوليكية.. وقـد ســاد كل هــذه اللقــاءات المحبة والتقدير الكامل للكنيسة القبطية كما عرضوا جميعًا مساعدة كنائسنا الناشئة.
ثانيًا: مقابلات رسمية
تم ترتيب مقابلات عديدة مع رؤساء الدول ورؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين عديدين. لقد رحب بنا رئيس بولندا ترحيبًا كبيرًا، وقد زارنا في مصر في مايو ٢٠٢٢م، كما كان لنا لقاء مع رئيس صربيا، وقد زارنا في مصر في يوليو 2024م، ولكن بسبب أزمة صحية ألمت به تم إلغاء المقابلة. كذلك تقابلنا مع مفتي صربيا ورئيس المشيخة الإسلامية في صربيا.
ثالثًا: مقابلات رعوية
صلينا قداسًا في كل دولة وتقابلنا مع أبنائنا فيها وكانت لقاءات مفرحة ومبهجة. وألقينا عظات دارت حول القيامة وأجبنا عن أسئلتهم. لنا كنيسة بناها الأنبا جيوفاني في بولندا وأخرى ضمن مجمع خدمي في رومانيا بدأت مع سيامة كاهنها القس مينا تكلا، وفي صربيا والتشيك في كنائس مستعارة من كنائس هذه الدول.
رابعًا: مقابلات دبلوماسية
في كل هذه الدول أقام فيها السادة سفراء مصر مآدب عشاء ترحيبًا بنا، وقد حضرها عشرات من سفراء الدول؛ في بعض السفارات تقابلنا مع السفراء العرب وفي سفارة أخرى تقابلنا مع سفراء الدول الأرثوذكسية وفي السفارات الأخرى تقابلنا مع عديد من السفراء الأجانب، وفي شكرنا لهذه الحفاوة قدمنا صورة عن مصر وتاريخها المجيد ودعونا الحضور لزيارة مصر.
خامسًا: زيارات دينية
وسط الطبيعة الخضراء الجميلة زرنا عدة كنائس في هذه الدول.. زرنا أديرة للرهبان وأخرى للراهبات في رومانيا، كما زرنا كنائس جديدة وأثرية في صربيا، كما زرنا أحد أديرة دولة التشيك وصلينا قداسًا وشاهدنا المكتبة الضخمة في هذا الدير والاعتناء الشديد بها. كما زرنا متحفًا للمقتنيات والسفر في صربيا تهتم به عائلة من عدة أجيال وهو مكان شديد الثراء المعرفي من كل العالم. كما زرنا كاتدرائيات التي تعبر عن هذه البلاد التي تحفظ التاريخ المسيحي بما فيه من قيم ومبادئ.
سادسًا: إلقاء محاضرات
في بولندا وفي “كلية أوروبا” وهي الكلية التي تعني بدراسة قارة أوروبا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وهي ذات شأن مرموق حيث ألقينا محاضرة بالإنجليزية بعنوان: “في العالم ولكن ليس من العالم” عن دور الكنيسة في العالم. وفي القصر الرئاسي بصربيا ألقينا محاضرة بعنوان “جسور المحبة” وسط حضور رسمي ودبلوماسي وشعبي كبير. وفي كلية القديس سافا اللاهوتية ألقينا محاضرة عن الجهاز الروحي للإنسان وأجبنا عن أسئلة الطلبة. وقامت بالترجمة من الصربية إلى العربية ماريا سكرتيرة سفير مصر في صربيا.
سابعًا: مقابلات صحفية وتليفزيونية
في كل هذه الدول الأربعة كانت لنا مقابلات عديدة سواء مع التليفزيون الحكومي في بعض الدول أو القنوات المسيحية في دول أخرى، وكانت الأسئلة توجه في مجالات عديدة، وكان من أغربها سؤال: هل سوف تقومون بتغيير التقويم المستخدم عندكم؟ وبالطبع كانت إجابتي بالنفي القاطع.
ثامنًا: اجتماع أساقفة أوروبا
لنا في أوروبا خمسة عشر إيبارشية يرعاها 15 أسقفًا، حضر منهم 12 وتغيب واحد بسبب المرض كما رحل اثنان عن عالمنا خلال السنوات القليلة الماضية. وقد ناقشنا العمل الرعوي في كل إيبارشية، وقدم الآباء تقارير عن خدمتهم وتحديات العمل الرعوي في بلاد الغرب، واتفقنا على لقاء يجمع أساقفة أوروبا مع أساقفة أمريكا الشمالية العام القادم إذا أراد الرب وعشنا. لقد تم هذا الاجتماع في كنيستنا في رومانيا وكان سبب فرحة كبيرة لنا.
مقال قداسة البابا
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.