مكة المكرمة - محمود عبد الراضي
الأحد، 01 يونيو 2025 04:18 م
في لحظات تتجلى فيها الروح وتغيب فيها الدنيا وراء ستار من الخشوع، ترصد العدسات مشاهد مهيبة داخل أروقة الحرم المكي، حيث يحتشد ضيوف الرحمن في تناغم إيماني قلّ نظيره، استعدادًا للصعود إلى عرفات.
لا صوت يعلو فوق صوت التلبية، ولا مشهد يزاحم رهبة الطواف والسعي، والقلوب معلّقة بالرحمة والقبول.
يتوافد الحجاج على بيت الله الحرام من كل فجّ عميق، يحملون دعوات وأمنيات وآمالًا لا تحصى. ترفرف فوق رؤوسهم مشاعر لا تُوصف، وتنساب من عيونهم دموع لا تعرف اللغة، لكنها تفصح عن يقين يتجاوز حدود التعبير.
في هذا الحشد الإيماني العظيم، يتحوّل المكان إلى ساحة واحدة للرجاء، حيث تتلاشى الفوارق وتتوحد الدعوات في اتجاه واحد.
العدسات، رغم صمتها، تنقل تفاصيل لا تلتقطها الكلمات، شيخ يرفع يديه نحو السماء، وطفل يتشبث بثوب أمه، وجموع تمضي في سكينة كأنها تعرف الطريق دون دليل.
تلك اللحظات التي تسبق عرفات، هي ذروة ما ينتظره الحاج، ويختزنها قلبه كلما مرّ عام.
وسط هذا التدفق الإنساني الهائل، تتجلى الروحانية في أبهى صورها، ويغدو الحرم محطة تطهير للقلب قبل أن يعرج الجسد إلى صعيد عرفات، حيث تكتمل الرحلة ويبلغ القصد مداه. إنها أيام معدودات، لكنها كفيلة بأن تغيّر حياة بأكملها، وتعيد ترتيب أولوياتها على ضوء الغفران.







ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.