كتب: محمد الأحمدىالخميس، 26 يونيو 2025 12:33 م يختتم دير السيدة العذراء مريم المحرق بمحافظة أسيوط، أحد أقدم المزارات المسيحية في مصر والعالم، احتفالاته السنوية بعيد "العذراء حلت الحديد"، يوم السبت 28 يونيو 2025، وسط حضور شعبي واسع وأجواء روحية مهيبة. ويترأس الأنبا بيجول، أسقف ورئيس الدير، ختام الاحتفالات، بمشاركة عدد من أحبار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والأساقفة والكهنة، الذين حرصوا كعادتهم السنوية على التواجد في هذا العيد الفريد، الذي يحظى بمكانة خاصة في الوجدان القبطي. احتفالات تمتد لعشرة أيام متواصلة وتُقام الاحتفالات داخل الدير على مدار عشرة أيام متتالية، حيث تستقبل الكنيسة آلاف الزوار والحجاج من مختلف محافظات مصر، وبعض الجاليات القبطية القادمة من الخارج، ليشاركوا في الصلوات اليومية والطقوس الليتورجية التي تُقام في قلب الدير الأثري الواقع عند سفح جبل قسقام، المكان الذي لجأت إليه العائلة المقدسة أثناء زيارتها التاريخية لمصر. برنامج روحي حافل بالصلوات والقداسات وتبدأ فعاليات كل يوم في البرنامج الروحي بـ رفع بخور عشية، يعقبه موكب مهيب يحمل أيقونة العذراء مريم، حيث تُزف في ساحة الدير الخارجية وسط ترانيم وصلوات يرددها الحاضرون من الكهنة والشعب. ويلي الزفة كلمة روحية يقدمها أحد الأساقفة أو الآباء الكهنة، تتناول سيرة العذراء مريم وأبعاد عيد "حلت الحديد" في اللاهوت والتاريخ. ويُختتم اليوم دائمًا بصلاة جماعية من أجل سلام مصر واستقرارها، والدعاء من أجل كل من له تعب في الكنيسة والوطن. "حلت الحديد".. عيد يرتبط بالشفاعة والمعجزات ويُعد عيد "العذراء حلت الحديد" من الأعياد الشعبية الشهيرة في تقويم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ يُحيي ذكرى تدخل العذراء مريم بشفاعتها لإنقاذ أحد السجناء من القيود الحديدية، وهي القصة التي ترمز إلى الحرية والخلاص والرحمة الإلهية. ويحرص الأقباط سنويًا على زيارة دير المحرق في هذا التوقيت طلبًا للبركة، وتقديم النذور، وطلب الشفاعة، لما للدير من مكانة تاريخية وروحية، بوصفه أحد الأماكن التي أقامت بها العائلة المقدسة لمدة تزيد عن ستة أشهر. الختام بالدعاء لمصر والكنيسة في ختام الاحتفالات، يُرفع الشكر لله على نعمة العيد، وتُردد الترانيم القبطية القديمة وسط فرحة شعبية عامرة، ليختتم دير المحرق احتفالاته وقد جدد العهد بالصلاة والمحبة والإيمان.