كتب: محمد الأحمدى

أعرب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن تقديره للجهود التى يبذلها بيت العائلة المصرية بالتعاون مع المركز الإسلامي المسيحي، فى ترسيخ قيم الحوار والتعايش المشترك وتعزيز السلام المجتمعي.

وأشاد فضيلة الإمام الأكبر، بأهداف المؤتمر الرامية إلى إرساء ثقافة السلام ونبذ العنف، مثمنًا المشاركة رفيعة المستوى من قبل القيادات الدينية والمجتمعية، وعلى رأسهم الدكتور محمد أبو زيد الأمير، المنسق العام لبيت العائلة المصرية، والمطران سامي فوزي، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية (الإنجليكانية)، والمطران منير حنا، الرئيس الشرفي للكنيسة.

ودعا شيخ الأزهر الشريف، خلال كلمته للمشاركين بالمؤتمر إلى عقد نسخة جديدة من مؤتمر "بناء السلام" في محافظة الأقصر، تأكيدًا على أهمية توسيع دوائر الحوار والسلام لتشمل مختلف محافظات الجمهورية، لا سيما صعيدها العريق.

وأشار فضيلته إلى أن المنيا، كواحدة من كبرى محافظات الصعيد، تستحق مثل هذه المؤتمرات البناءة، مؤكدًا أن الأقصر – بتاريخها ومكانتها – جديرة بأن تكون محطة تالية في مسيرة بناء السلام التي يقودها بيت العائلة المصرية بالتعاون مع المركز الإسلامي المسيحي.

وتأتي هذه الدعوة في إطار رؤية وطنية شاملة تُعلي من قيمة الاستباق في بناء السلام، وتسعى إلى توسيع دوائره ليشمل مختلف ربوع الوطن، بما يُكرّس ثقافة الحوار والتعايش بين أبناء المجتمع المصري، ويُحصّنه من مظاهر العنف والتطرف.

ونظم المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة دورة تدريبية موسعة بعنوان “فض النزاعات وصنع السلام” خلال الفترة من ١ إلى ٣ يوليو الجاري، بمشاركة شباب من الجنسين من المسلمين والمسيحيين. حيث هدفت الدورة إلى ترسيخ ثقافة السلام والعيش المشترك بين فئات المجتمع المختلفة، وذلك من خلال معالجة الصور النمطية السلبية الناتجة عن غياب مساحات الحوار والتفاعل بين الشباب من خلفيات دينية متنوعة.

وذلك بحضور رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، رئيس الأساقفة الدكتور منير حنا رئيس الأساقفة الشرفي ومدير المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة، الأستاذ الدكتور محمد أبو زيد، منسق بيت العائلة المصرية، الأستاذ مقار العمدة منسق بيت العائلة بالمنيا.

وخلال اتصال تليفوني بقيادات التدريب، عبّر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن بالغ تقديره للدورة التدريبية، مشيدًا بالجهود المخلصة التي بُذلت في تنظيمها، وبالقيمة الكبيرة لمثل هذه المبادرات التي تعكس روح التعاون بين أبناء الوطن الواحد. وأكد فضيلته أن تعزيز ثقافة السلام وترسيخ قيم الحوار والتفاهم بين الشباب من مختلف الخلفيات الدينية يُعد أمرًا ضروريًا في هذا التوقيت، خاصة في ظل ما يواجهه العالم من تحديات تهدد النسيج المجتمعي.

وأعرب الإمام الأكبر عن تمنياته لو أتيحت له الفرصة ليكون حاضرًا بنفسه خلال هذه الفعاليات المهمة، موصيًا القائمين على التدريب بالاستمرار في هذا النهج البناء، وتوسيع دائرة العمل ليشمل مختلف محافظات الجمهورية. كما وجّه دعوة خاصة لقيادات المركز لنقل هذه التجربة إلى محافظة الأقصر، مؤكدًا أن الأزهر الشريف سيظل داعمًا رئيسيًا لكل ما يعزز التماسك الوطني والوحدة بين أبناء مصر

كما أعرب اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، عن بالغ تقديره لهذه الفعالية، مؤكدًا حرص المحافظة على دعم الأنشطة التي تجمع المصريين بمختلف انتماءاتهم، وتغرس في النفوس قيم المحبة والوحدة. وأشاد بدور المؤسسات الدينية في بناء الوطن، مشيرًا إلى أهمية التكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع في ترسيخ قيم التعايش والسلام.

ومن جانبه أكد اللواء عماد كدواني محافظ المنيا أن مصر كانت وستظل عبر التاريخ نموذجًا فريدًا للتسامح والتعايش السلمي، مشيرًا إلى أن أبناء الوطن، بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم، يشكلون نسيجًا وطنيًا واحدًا، وهو ما يظهر بوضوح في مثل هذه الفعاليات التي تعكس أسمى معاني التآخي والتلاحم الوطني.