مسقط - محمد سعد
الثلاثاء، 08 يوليو 2025 02:39 ماحتفلت سفارة مصر لدى سلطنة عمان أمس الاثنين، بالذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو المجيد، وذلك تحت رعاية الدكتور عبد الله بن ناصر بن خليفة الحراصي وزير الإعلام العماني، ضيف شرف الحفل وحضور لفيف من ممثلي الحكومة العُمانية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى سلطنة عمان، وأبناء الجالية المصرية في السلطنة.
وفي كلمته قال السفير خالد راضي، سفير مصر لدى سلطنة عُمان، إن الاحتفال باليوم الوطني لجمهورية مصر العربية يصادف هذا العام مرور ثلاثة وسبعين عاماً على ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، وهو اليوم الذي تأسست في أعقابه جمهورية مصر العربية. وإذ نثمن ما تشهده مصر حالياً من ميلاد للجمهورية الجديدة تحت قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث ينتقل بها لآفاق أرحب عبر تدشين عدة مشروعات تنموية كبرى وطموحة في مجالات عدة لاسيما تأسيس البنية التحتية الواعدة، وبناء المدن الذكية الجديدة، ومشروعات النقل الحديثة، والزراعة، والصناعة، والسياحة، والمضي قدماً على طريق التنمية الشاملة وبناء مصر الحديثة، وتحقيق العديد من الإنجازات التي تبعث على الأمل، وتتمسك بالفرصة في حياة أفضل لشعبنا.
وقال السفير المصري، "يغمرني اليوم الفخر بالاحتفال بالعيد الوطني على أرض سلطنة عُمان الشقيقة صاحبة الحضارة العريقة ذات الجذور الممتدة عبر التاريخ، وأُذكر في هذا الصدد العلاقات الأخوية المتينة التي تربط الشقيقتين جمهورية مصر العربية وسلطنة عُمان قيادةً وحكومةً وشعباً، وحرص قيادة البلدين على توطيد وتنمية أواصر العلاقات على كافة الأصعدة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية بما يحقق آمال وطموحات البلدين في مزيد من النمو والازدهار والتقدم، في ضوء الرؤية والتوجيهات الواضحة لقيادة البلدين بالدفع للإرتقاء بمستوى العلاقات بضرورة بين البلدين الشقيقين".
وأكد ويأتالف هذا الحفل مع إقتراب نهاية خدمتي على مدار أربعة سنوات في سلطنة عُمان الشقيقة كسفيراً لجمهورية مصر العربية. وهنا أود الإشارة إلى عدد من المحطات الرئيسية الهامة خلال فترة عملي إتصالاً بمسار العلاقات الثنائية بين البلدين: فقد تزايدت وتيرة الزيارات الرسمية المتبادلة علي أعلي المستويات خلال الأعوام الماضية بينهما، بما في ذلك زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطنة في يونيو 2022، والتي أعقبها زيارة السلطان هيثم بن طارق - سلطان عمان- إلي مصر في مايو 2023، حيث مثلت هاتين الزيارتين دفعة كبيرة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، كما شهدتا التوقيع علي العديد من أطر التعاون في عدد من المجالات التنموية بين البلدين.
وفي ذات السياق، شهدت السنوات الماضية العديد من الزيارات الوزارية، وكذلك الوفود الحكومية والمسئولين من مختلف الجهات والهيئات بالبلدين، والتي أعطت دفعة متميزة لتطوير العلاقات، كما سلطت الضوء على فرص التعاون المتاحة في شتي المجالات الاقتصادية بين البلدين.
كما ساهمت اللجان المشتركة التي تم عقدها بين البلدين خلال فترة عملي بالسلطنة في توسيع قاعدة ومساحة التعاون المشترك بينهما، حيث تمخضت تلك اللجان عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين، والتي وصل عددها إلى حوالي 32 وثيقة تعاون، فضلاً عن استشراف مجالات جديدة أخري واعدة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وقال أود هنا الإشارة إلي أنه تم عقد الدورة الخامسة عشر للجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين بمسقط في يناير 2022، كما قام بدر البوسعيدي وزير الخارجية العُماني بزيارة إلي القاهرة في مطلع الشهر الجاري، إلتقي خلالها بأخيه الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، حيث عقدا مباحثات ثنائية، وأعقبها عقد الدورة السادسة عشر للجنة المصرية - العُمانية المشتركة، والتي شهدت التوقيع علي عدد (7) اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين البلدين.
وأضاف السفير خالد راضي، اتصالاً بالتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين خلال فترة عملي بالسلطنة، ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما، حيث تجاوز الميزان التجاري المليار دولار، وزادت قيمة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، كما تشارك حالياً العديد من الشركات المصرية ذات الخبرة الكبيرة والسمعة الطيبة والتي دخلت السوق العُماني مؤخراً في عدد من مشروعات البنية التحتية والتنمية العُمرانية والسياحة ودعم تنفيذ خطط التنمية الوطنية ورؤية عُمان 2040.
وخاطب ابناء الجالية المصرية قائلا أبناء الجالية الأعزاء، اسمحوا لي أن أتوجه بجزيل الشكر إلى القيادة السياسية العُمانية لما منحته من ثقة ورعاية للجالية المصرية المقيمة في السلطنة، حيث أتاحت الفرص أمام الخبرات المصرية المؤهلة في كافة المجالات للعمل والاستثمار بالسلطنة، وهو الأمر الذي يؤكد على ثقة الجانب العُماني الشقيق في الكوادر المصرية. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه لكم بالشكر لحسن تمثيلكم لوطننا كلٍ في موقعه في ربوع السلطنة الشقيقة، ونتطلع ونعاهدكم أن تستمر الجالية في اسهامها الإيجابي في خدمة خطط التنمية بالسلطنة الشقيقة، كما أود الإشارة إلى أن الاحتفال بثورة 23 يوليو لا يقتصر على مجرد إحياء للذكرى الغالية، وإنما هي فرصة لتعزيز قيم الانتماء والفخر بما حققته مصرنا من انجازات وتقدم في ظل الجمهورية الجديدة التي وضع لبنتها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وعن العلاقات بين مصر وسلطنة عمان قال إن العلاقات الأخوية بين مصر وسلطنة عُمان انعكست في تقارب بل وتطابق في مواقف البلدين من مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بما يسهم في أن يسود الأمن والسلام والاستقرار والازدهار المنطقة.
وأضاف يأتي احتفال هذا العام في ظروف بالغة الدقة وشديدة التعقيد والحساسية، لا سيما في ظل ما باتت تئن به منطقة الشرق الأوسط من نزاعات وحروب، خاصةً أصوات الضحايا التي تعلو من غزة المنكوبة.
وفي ظل تلك الأوضاع، ناشدت مصر من منبر المسئولية التاريخية جميع أطراف النزاعات، والمجتمع الدولي بمواصلة اتخاذ كل ما يلزم، والاحتكام لصوت الحكمة والعقل، لتجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار، حيث تؤمن مصر بأن السلام لا يُولد بالقصف، ولا يُفرض بالقوة، ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، وإنما يُبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم.
وتؤكد مصر على أن استمرار الحرب والاحتلال، لن يُنتج سلاماً، بل يغذي دوامة الكراهية والعنف، ويفتح أبواب الانتقامِ والمقاومة التي لن تُغلق، فكفى عنفاً وقتلاً وكراهيةً، وكفى احتلالاً وتهجيراً وتشريداً إن السلام وإن بدا صعب المنال، فهو ليس مستحيلاً، فقد كان دوماً خيار الحكماء، وأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط لكن يكون إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.،
وأشار إلى أن مصر رشحت الدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في أبريل 2023، حيث حظي هذا الترشيح بدعم رسمي كامل وتأييد من الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، بما في ذلك سلطنة عُمان الشقيقة، هذا إلى جانب العديد من الدول الأخرى التي قدمت دعماً ثنائياً للترشيح المصري لهذا المنصب الهام. ويجسد المُرشح المصري التزاماً عميقاً بمبادئ اليونسكو التأسيسية، حيث تجمع خبرته بين الكفاءة المهنية والدبلوماسية والإدارية والأكاديمية، وفهم معمق لقضايا التعليم والعلوم والمجتمع، واستعداده لخدمة المنظمة بتفانٍ. وفي هذا الصدد، تؤكد مصر على مواصلتها لمسيرة الحفاظ على منظمة اليونسكو قوية وفعالة وقادرة على خدمة وتوحيد شعوب العالم أجمع، وقيادة منظمة اليونسكو في ظل مرحلة صعبة وعالم يموج بالأزمات والانقسامات غير المسبوقة.
وأكد في ظل هذه الأجواء الإقليمية المتوترة، نأمل جميعاً أن يحمل المستقبل في طياته آفاقاً أرحب للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وذلك في إطار جهود دبلوماسية نشيطة تبذلها مصر على مختلف الأصعدة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.