كتبت بتول عصام

وسط ألوان متناثرة وأوراق بيضاء تحولت إلى لوحات تنبض بالحياة، تجلس ساندرا سامح، فتاة لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، تحمل بين أناملها ريشة لا تشبه عمرها، بل تشبه أعمارًا من الشغف والإبداع.

بدأت ساندرا الحكاية في عمر السابعة، حين أمسكت بقلم رصاص وبدأت ترسم كل ما تقع عليه عيناها. لم يكن لديها معلم يرشدها، ولا فصل تدريب تستقي منه الأساسيات: "كل اللي اتعلمته، اتعلمته في البيت من فيديوهات، بدأت بالكارتون وفضلت أرسم كل حاجة بشوفها".

السيد المسيح

ساندرا لا ترى الرسم مجرد هواية، بل هو لغة تتحدث بها عن نفسها. في رسوماتها تجد الوجوه تنطق، والملامح تتشكل بخطوط دقيقة وظلال محسوبة: "البورتريه بياخد معايا من ساعة ونص لساعتين.. بخطط الملامح حسب الشكل.. وكل ده بالتضليل"، هكذا تصف طريقتها في رسم الأشخاص.

السيد المسيح ويوحنا الحبيب

لكن موهبتها لا تقف عند حدود البورتريه، فقد وجدت ساندرا شغفًا خاصًا في رسم الأيقونات القبطية، حيث الدقة والرمزية والجمال الروحي. تعرف الألوان الثابتة لكل شخصية، وتلتزم بخطوط التصميم المقدس: "الأيقونة مش رسمة.. دي رسم هندسي كله بالمسطرة والبرجل، والمسيح دايمًا لابس أحمر والعذراء لبسها أزرق.. فيه قواعد مقدرش أغيرها".

وتستكمل شرحها بتفاصيل من يعرف الطريق جيدًا، فتحدثك عن الأيقونة التي رسمتها في شهر كيهك للسيدة العذاراء والسيد المسيح، والتي استغرقت أسبوعين، وصورة لآية كتابية استغرقت ساعتين ونصف، لأنها "بالخطوط كاملة وبخط إيدي"، كما تؤكد.

صورة بورتريه للسيدة العذراء والسيد المسيح

رسم إحدى أيات الكتاب المقدس

أما عن شغفها الجديد، فكان تصميم الأزياء، الذي دخلته من باب الرسم الواقعي. "أنا برسم الأول المانيكان بنسب معينة، وبعد كده بحط عليه الفستان أو الطقم.. وبعد ما بخلص، بمسح الجسم الأساسي"، توضح ساندرا، ثم تضيف: "دي رسومات كلها من خيالي، لا شف ولا نقل.. إلا الأيقونات بس، لأن لازم يكون ليها مرجعية".

تصميم الأزياء

وبروح الفنان الصادق، لا تترك ساندرا لوحة إلا ووقعت عليها بتاريخ وإمضاء. توقيع بسيط، لكنه يحمل وراءه ساعات من التركيز، وعيون تلاحق أدق التفاصيل.

إحدى رسومات ساندرا 

إبداع لا حدود له

صورة بورتريه