كتبت بتول عصامالجمعة، 18 يوليو 2025 01:00 ص تؤمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأن الأسرار الكنسية السبعة هي وسائل روحية تمنح الإنسان نعمًا إلهية غير منظورة من خلال طقوس محسوسة، وبفعل الروح القدس الذي حل بمواهبه في يوم الخمسين على التلاميذ والرسل. هذه الأسرار، كما أسسها السيد المسيح، سُلِمت عبر الأجيال من الرسل إلى الكهنة، وتُعد ركائز أساسية في الحياة المسيحية. أولاً: سر المعمودية.. باب الحياة الروحيةيُعتبر المعمودية بداية الطريق في المسيحية، حيث يُولد الإنسان روحيًا من الماء والروح، وقد أكد السيد المسيح بنفسه أنه "إن لم يولد أحد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله"، وتُعد المعمودية شرطًا للخلاص والعضوية في جسد المسيح – أي الكنيسة. يتم استخدام الماء كمادة منظورة في هذا السر، في إشارة إلى غسل الخطايا وبدء حياة جديدة مع المسيح. ثانيًا: سر الميرون.. ختم الروح القدسبعد المعمودية، يُمسح الإنسان بزيت الميرون، وهو مزيج من أطياب مقدسة، دلالة على حلول الروح القدس. في هذا السر، يُختم الإنسان بختم الروح، فيتقدس جسده وحواسه، ويصير هيكلاً للروح القدس. كما قال الكتاب: "لكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء". ثالثًا: سر الإفخارستيا "التناول"من أعظم أسرار الكنيسة، فيه يُقدم جسد ودم المسيح . قال المسيح: "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية". رابعًا: سر التوبة والاعتراف.. تجديد العلاقة مع اللهفي سر الاعتراف، يُقدم المؤمن توبته ويعترف بخطاياه أمام الكاهن بالكنيسة الذي يمنحه الحل باسم المسيح. كقول الكتاب المقدسى "إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا"، وهنا يُستخدم الصليب على الرأس كعلامة منظورة لرفع الخطايا بقوة الروح القدس. خامسًا: سر مسحة المرضى.. شفاء النفس والجسدتُصلي الكنيسة هذا السر من أجل شفاء المرضى جسديًا وروحيًا، وتستخدم الزيت الممزوج بالصلوات والفتائل (القنديل) رمزًا لحلول نعمة الشفاء. "أمريض أحد بينكم؟ فليدع كهنة الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت". سادسًا: سر الزيجة.. اتحاد مقدس برعاية إلهيةفي هذا السر، يتقدس اتحاد الرجل والمرأة ويصير الرب شريكًا في حياتهما. الطقس يتضمن وضع الإكليل على رأسي العروسين، دلالة على العفة والطهارة، ويتم في حضور الكنيسة باعتبار الزواج سرًا وليس عقدًا مدنيًا فقط، كما قال الكتاب: "الذي جمعه الله لا يفرقه إنسان". سابعًا: سر الكهنوت.. دعوة إلهية للخدمةالكهنوت هو السر الذي من خلاله تُمنح نعمة الخدمة الكنسية، ويتم عبر وضع يد الأسقف على من يُختار للرسامة. ويُعد مصدرًا قانونيًا لممارسة باقي الأسرار. فالروح القدس يعمل من خلال الكاهن الذي تسلم السلطان من الكنيسة الرسولية.