أكد هشام النجار، الباحث فى شؤون الجماعات المتطرفة، أن جماعة الإخوان ما زالت حتى اليوم منخرطة بشكل كامل فى المؤامرات التى تستهدف القضية الفلسطينية، إذ تعمل تحت جناح حركة حماس وميليشيات أخرى سنية وشيعية، فى إطار مخطط إسرائيلى ـ أميركى بوجه مختلف، تسبب فى استشهاد ونزوح وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين فى غزة والضفة. وقال أن ذلك يبرهن على أن الإخوان لم تكن يومًا سوى أداة وظيفية لتخريب الأوطان وخدمة مصالح الاستعمار. وشدد النجار، على أن الوثائق أثبتت ضلوع الجماعة فى أخطر مخططات تصفية القضية الفلسطينية، خاصة خلال فترة إدارة باراك أوباما، حيث حصلت على ملايين الدولارات لدعم ما يسمى بتيار الإسلام السياسى وتمكينه من السلطة، بهدف إضعاف الجيش المصرى، والحد من قدراته، وفصل سيناء عن مصر لتمكين حماس وجماعات متطرفة من السيطرة عليها. غير أن ثورة 30 يونيو أوقفت هذا المخطط وأفشلته بالكامل. وأضاف الباحث، أن الإخوان ارتبط اسمها بكل موجات الفوضى والعنف والإرهاب التى ضربت المنطقة ضمن مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، الرامى إلى إسقاط الدول العربية وجيوشها وتقسيمها لصالح تمدد إسرائيل وتحولها إلى القوة المهيمنة فى الشرق الأوسط. وأشار النجار، إلى الدور الذى لعبته الجماعة فى حرب أفغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضى، حيث جرى استخدامها فى أكبر عملية خداع نفذتها وكالة الاستخبارات الأميركية، بحشد عشرات الآلاف من العرب والمسلمين للقتال هناك تحت شعار "الجهاد"، بينما كان الهدف الحقيقى إضعاف الاتحاد السوفيتى وإخراج قواته من كابول، مع صرف الأنظار عن القضية المركزية للعرب والمسلمين وهى فلسطين. وأوضح أن الجماعة نفذت ما طُلب منها من القوى الخارجية منذ بداياتها، بدءًا من محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر والانقلاب عليه بتحريك مباشر من الاستخبارات البريطانية عبر ذراعها سعيد رمضان، مرورًا بتورطها فى دعم الفتن والصراعات الطائفية، وصولًا إلى انخراطها فى المؤامرات الدولية. وأكد على أن جماعة الإخوان لم تُنشأ أصلًا كحركة دعوية أو إصلاحية كما تزعم، وإنما تأسست على يد بريطانيا كأداة استعمارية لتحقيق أهداف الغرب، وفى مقدمتها تكريس وجود إسرائيل وضرب استقرار الداخل المصري. وقد مولتها بريطانيا بسخاء لإشعال الصراعات الطائفية والمذهبية داخل مصر، وزرعت فى الوقت نفسه إسرائيل كحاجز جغرافى بين مصر والشام، ليشكّل الطرفان – الإخوان وإسرائيل – وجهين لعملة واحدة فى خدمة المشروع الاستعمارى الغربي.