كتبت بتول عصامالجمعة، 05 سبتمبر 2025 02:00 ص في قلب برية شيهيت بوادي النطرون، يقف دير السيدة العذراء السريان شاهدًا على قرون من الحياة الرهبانية، والتراث الروحي القبطي، إذ يُعد أحد أقدم وأشهر الأديرة الأربعة العامرة في المنطقة، إلى جانب دير البراموس، ودير القديس مكاريوس الكبير، ودير الأنبا بيشوي. يقع الدير على بعد 14 كيلومترًا من منتصف طريق مصر الإسكندرية الصحراوى، ويُعد من الأديرة المكرسة للسيدة العذراء. تعود تسمية الدير بـ"السريان" إلى فترة أقام فيها رهبان من بلاد السريان – سوريا والعراق – داخل الدير عقب موجات من الاضطهاد، قبل أن يعود الدير لاحقًا إلى رهبانه الأقباط، محتفظًا باسمه التاريخي. ويضم الدير عددًا من الكنائس الأثرية، أبرزها كنيسة العذراء السريان التي تحتوي على باب النبوات، وكنيسة الأربعين شهيدًا، وكنيسة المغارة، وكنيسة القديسين يحنس كاما ويحنس القصير، إضافة إلى معالم أثرية مثل الحصن القديم وقلالي الرهبان. ومن أبرز رموز الدير، شجرة مار إفرآم السرياني الضخمة التي تنمو داخل غرفة بجانب كنيسة المغارة، والتي يرتبط بها تاريخ قديس الدير الشهير مار إفرآم. ولم يكن الدير مجرد موضع للزهد والعبادة، بل قدم للكنيسة القبطية اثنين من باباواتها البارزين: البابا غبريال السابع (البطريرك رقم 95)، والبابا شنودة الثالث (البطريرك رقم 117)، الذي رُسم أسقفًا للتعليم عام 1962، قبل أن يُختار بطريركًا للكنيسة في نوفمبر 1971، وظل في منصبه حتى نياحته في مارس 2012.