كتب محمود عبد الراضي

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء بمدينة الغردقة أعمال المؤتمر الحادي عشر للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية، الذي يُعقد تحت رعاية اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وتستضيفه وزارة الداخلية المصرية، بمشاركة ممثلين عن وزارات الداخلية بالدول العربية وعدد من المنظمات والهيئات العربية والإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان.

وخلال الجلسة الافتتاحية، ألقى الدكتور محمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، كلمة أعرب فيها عن تقديره الكبير لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، مثمنًا جهوده في دعم العمل العربي المشترك، وتعزيز حقوق الإنسان، ودفع عجلة التنمية في مختلف المجالات داخل مصر.

كما توجّه الأمين العام بالشكر إلى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، مشيدًا بالدعم المستمر الذي تقدمه الوزارة للأمانة العامة ومكتبها المعني بالتوعية الأمنية والإعلام وحقوق الإنسان، وبالجهود المبذولة في تنظيم المؤتمر وكرم الضيافة الذي حظي به المشاركون.

وأشار كومان إلى أن استضافة مصر المتكررة لهذا المؤتمر السنوي تعكس مدى حرص وزارة الداخلية المصرية على دعم التعاون العربي في مجال تعزيز حقوق الإنسان، مؤكدًا أن المكتب العربي للتوعية الأمنية والإعلام وحقوق الإنسان نجح خلال الفترة الماضية في تنفيذ عدة ورش عمل بالتعاون مع الوزارة، تناولت قضايا مهمة تتعلق بالإعلام الأمني وحقوق الإنسان، منها ضمانات حقوق الإنسان أثناء التحقيقات والإيقاف.

وكشف عن نية المكتب والوزارة تنظيم ورشة عمل جديدة في نوفمبر المقبل حول إدماج المعايير الإنسانية ضمن برامج تأهيل المحكوم عليهن أثناء قضاء العقوبة، معربًا عن أمله في مشاركة عربية واسعة. كما أشاد بمبادرات وزارة الداخلية المصرية المستمرة، مثل تنظيم مسابقة بحثية للكوادر الأمنية في مجال حقوق الإنسان، وتوفير منح دراسية للحصول على دبلومات متخصصة في هذا المجال بكلية الشرطة.

وأكد كومان أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن مناقشة مواضيع مهمة تهدف إلى تعزيز قدرات أجهزة الأمن العربية على احترام حقوق الإنسان في إطار إنفاذ القانون، إلى جانب استعراض تجارب عدد من وزارات الداخلية في هذا المجال. ولفت إلى حرص مجلس وزراء الداخلية العرب على الانفتاح والتعاون مع الهيئات والمنظمات العربية والدولية ومنظمات المجتمع المدني، إيمانًا بأن الأمن وحقوق الإنسان عنصران متكاملان لا يتعارضان.

وأوضح أن المؤتمر سيتناول أيضًا آليات تعزيز التعاون بين أجهزة الشرطة والمنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، مؤكدًا أن الحضور المتميز لتلك الجهات من شأنه إثراء النقاش وتبادل الخبرات.

واستعرض كومان رؤية مطروحة لتطوير إدارات حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية بما يتوافق مع متطلبات العصر الرقمي، مشيرًا إلى أنها أُعدت بناءً على حرص المجلس على تحديث الهياكل الأمنية بما يواكب التغيرات التكنولوجية المتسارعة.

واختتم كلمته بالإشارة إلى اعتماد الاستراتيجية العربية لتعزيز حقوق الإنسان في العمل الأمني خلال الدورة الحادية والأربعين للمجلس في فبراير 2024، والتي تمثل ثمرة جهود ممتدة لدمج مبادئ حقوق الإنسان ضمن السياسات والممارسات الأمنية. ولفت إلى أن المؤتمر سيناقش اليوم خطة تنفيذ مرحلية لتحويل هذه الاستراتيجية إلى برامج عملية قابلة للتطبيق.

وفي ختام كلمته، عبّر عن ثقته في قدرة المشاركين على مناقشة المواضيع المطروحة بكفاءة ومسؤولية، بما يساهم في تعزيز احترام حقوق الإنسان في العمل الأمني على مستوى الوطن العربي، متمنيًا التوفيق والنجاح لأعمال المؤتمر.