كتبت: منة الله حمدىالثلاثاء، 16 سبتمبر 2025 06:00 م عقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة فى الدوحة فى وقت حاسم، لتصبح نقطة ارتكاز دبلوماسية تجمع الدول العربية والإسلامية حول رؤية موحدة تجاه التحديات الجيوسياسية الحالية فى الشرق الأوسط. انعقاد القمة جاء فى ظل تصاعد التوترات الإسرائيلية الأخيرة، مما أعطى الحدث بعدًا استراتيجيًا أكبر، ليس فقط باعتباره منصة لتنسيق المواقف السياسية، بل كإطار لإعادة تشكيل الأولويات الإقليمية وإرساء معايير جديدة للتضامن الجماعى. وقال أبو بكر الديب خبير علاقات دولية، إن القمة لم تكن مجرد رد فعل على أحداث محددة، بل جسدت قدرة الدول العربية والإسلامية على التحرك بشكل منسق، مستندة إلى قيم القانون الدولى والعدالة. وأضاف " الديب" أن البيان الختامى للقمة شدد على ضرورة حماية المدنيين، ودعم جهود الوساطة الإقليمية والدولية، وتشجيع الحوار البناء كأساس لحل النزاعات. حيث تؤكد هذه الرؤية أن المنطقة باتت تتجه نحو آليات أكثر فاعلية للتعاون السياسى، بعيدًا عن الانقسامات التقليدية، وأن القادة العرب والإسلاميون أصبحوا قادرين على تشكيل جبهة موحدة تجاه التهديدات التى تواجه الأمن الإقليمى. كما ركزت القمة على تعزيز التعاون الاقتصادى والاجتماعى بين الدول المشاركة، ما يعكس فهمًا استراتيجيًا بأن الاستقرار السياسى مرتبط بالرفاهية والتنمية المستدامة. حيث تحمل هذه الرسالة بعدًا إيجابيًا مزدوجًا: من جهة، حماية مصالح الشعوب، ومن جهة أخرى، تعزيز مكانة المنطقة على الخارطة الدولية باعتبارها محورًا قادرًا على اتخاذ قرارات جماعية مسؤولة ومؤثرة. وجاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال القمة كرسالة محورية، تتسم بالوضوح والرصانة الاستراتيجية.. فقد أكد الرئيس على ضرورة أن تكون السياسات الإقليمية قائمة على العدالة وحماية المدنيين، مع رفض أى انتهاك للقانون الدولى.. ولم يقتصر الخطاب على النقد البناء، بل قدم رؤية عملية لإدارة الأزمات: دعم الوساطات الإقليمية والدولية، محاسبة المخالفين، وتعزيز آليات منع التصعيد. وضع الرئيس السيسى الوحدة العربية والإسلامية فى قلب الحلول الممكنة، مؤكدًا أن الأمن والاستقرار لن يتحققا إلا من خلال تنسيق الجهود بين الدول الإقليمية.. هذه الرسالة ليست مجرد تصريح رمزى، بل دعوة صريحة لتحويل التضامن السياسى إلى قوة عملية قادرة على التأثير فى قرارات الأطراف الدولية، بما يعزز مصداقية المؤسسات العربية والإسلامية فى التعامل مع الأزمات. وعكس خطاب الرئيس القوى وظهر تماسك القمة على عدة مستويات استراتيجية: 1- توحيد المواقف الإقليمية: القمة خلقت قاعدة مشتركة للمواقف العربية والإسلامية تجاه التطورات الأخيرة، وهو ما يقلل من فرص الانقسام ويزيد من القدرة على التأثير فى القرارات الدولية. 2 - تعزيز الدور المصرى كوسيط استراتيجى: خطاب الرئيس أكسب مصر مكانة قيادية كفاعل مؤثر فى إدارة الأزمات، وهو ما يعزز من قدرة القاهرة على دعم جهود الوساطة بين مختلف الأطراف. 3- إعادة صياغة العلاقات الإقليمية: دعوات القمة لمراجعة السياسات الدبلوماسية والاقتصادية مع أطراف خارجية تعكس قدرة الدول على اتخاذ خطوات مدروسة توازن بين مصالحها الوطنية ومبادئ التعاون الدولى. وتابع "الديب" بالإضافة إلى رسائل للجانب الإسرائيلى والمجتمع الدولى حيث أن الخطاب أرسل تحذيرًا واضحًا بأن استمرار التصعيد يهدد الاستقرار الإقليمى ويقوض فرص السلام المستدام، مع التأكيد على أن الحلول الدبلوماسية هى الخيار الأكثر فعالية لتجنب المزيد من التوترات. وأكد خبير العلاقات الدولية، أن القمة العربية الإسلامية فى قطر، مدعومة برؤية الرئيس السيسى، تمثل نموذجًا للتعامل الإيجابى مع الأزمات ومزيج من الرسائل الحازمة والسياسة البناءة، مع التركيز على التضامن والوحدة. ويؤكد الحدث أن القادة العرب قادرون على تجاوز الخلافات الثانوية، والتركيز على أولويات الأمن والاستقرار والتنمية، وأن المبادرات الدبلوماسية المؤثرة يمكن أن تولد نتائج ملموسة على الأرض. وشكلت القمة العربية الإسلامية وخطاب الرئيس السيسى لحظة مفصلية فى السياسة الإقليمية: لحظة تؤكد أن التضامن العربى والإسلامى قادر على تحقيق تأثير استراتيجى حقيقى، وأن الحلول الدبلوماسية المستندة إلى العدالة والقانون الدولى هى الطريق الأمثل لتحقيق السلام المستدام. ومن خلال هذه القمة، تتجه المنطقة نحو مرحلة جديدة من الوعى السياسى المشترك، حيث تصبح وحدة المواقف والقيم المشتركة أدوات عملية لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية، بما يرسخ قواعد استراتيجية طويلة الأمد للشرق الأوسط. ورأى "الديب" أن القرارات المشددة المتوقعة من القمة كانت رمزية ودبلوماسية فى المقام الأول، لكنها تحمل رسائل استراتيجية قوية. هذه القرارات لا تهدف إلى التصعيد العسكرى، لكنها تعزز التضامن العربى والإسلامى وتضغط على إسرائيل سياسيًا ودبلوماسيًا وكان من المتوقع أن تتخذ القمة العربية الإسلامية مواقف مشددة ضد إسرائيل بصياغة إيجابية وبناءة، فقد مثلت القمة فرصة لتعزيز التضامن العربى والإسلامى وإظهار وحدة المواقف تجاه أى انتهاكات تهدد الأمن الإقليمى. وركزت القرارات المتوقعة على الإدانة الصريحة للتصرفات الإسرائيلية، مع الدعوة لمراجعة بعض العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بطريقة مدروسة تدعم مصالح الدول العربية والإسلامية وتحافظ على التوازن الإقليمى. كما تضمنت القرارات دعم جهود الوساطة الإقليمية والدولية لوقف التصعيد وحماية المدنيين، وهو ما يعكس حرص القمة على إيجاد حلول سلمية بعيدًا عن أى مواجهة مباشرة. الطبيعة الرمزية والدبلوماسية لهذه الإجراءات تعطى رسالة قوية لإسرائيل وللمجتمع الدولى بأن المنطقة موحدة فى موقفها وأن أى انتهاكات ستواجه ردودًا موحدة، كما أنها تعزز من قدرة الدول العربية والإسلامية على التأثير السياسى والدبلوماسى على الساحة الدولية. بشكل عام، هذه المواقف المشددة تعتبر إيجابية لأنها تعكس مسؤولية القيادة العربية والإسلامية فى حماية الأمن والاستقرار، وتؤكد أن التضامن والعمل المشترك هو الطريق الأمثل لتحقيق السلام المستدام والتنمية فى المنطقة.