كتبت أسماء نصارالثلاثاء، 30 سبتمبر 2025 05:51 م قالت وزارة الزراعة والرى السودانية، أن التوقعات الموسمية كشفت حدوث تغير ملحوظ في نمط هطول الأمطار لهذا العام، حيث تأخر موسم الخريف وامتد حتى نهاية شهر أكتوبر، نتيجة مباشرة لتأثيرات التغير المناخي. وأضافت فى بيان لها اليوم أنه بناءً على ذلك، أصدر إنذار مبكر بشأن كميات الأمطار المتوقعة على الهضبة الإثيوبية – المصدر الرئيسي لمياه النيل الأزرق ونهر عطبرة – والتي تجاوزت المعدلات الموسمية المتوسطة بكميات كبيرة. وفي ذات السياق، سجلت زيادة كبيرة في إيراد مياه النيل الأبيض، حيث يشهد منذ عام 2020 ارتفاعًا غير مسبوق تراوح ما بين 60% إلى 100% فوق المتوسط السنوي، كما شهد نهر عطبرة كذلك أعلى معدلات إيراد خلال الأيام الماضية، في مؤشر واضح على استمرار التأثيرات المناخية على مصادر المياه في الإقليم. وتزامنت هذه الزيادات في الإيرادات مع اكتمال التخزين وامتلاء بحيرة سد النهضة، حيث بدأ تصريف المياه من السد منذ العاشر من سبتمبر الجاري، ما أدى إلى التقاء تصريف المياه مع مياه موسم الفيضان، ليصل حجم التصريف اليومي إلى 750 مليون متر مكعب ورغم أن مثل هذه التصريفات لا تُعد قياسية مقارنة بمواسم سابقة، إلا أن توقيت الضخ كان له تأثير واضح على الأنماط الهيدرولوجية وارتفاع مناسيب النهر. ونتيجة لذلك، شهد مجرى نهر النيل وفروعه ارتفاعًا ملحوظًا في المناسيب، وقد وجهت الوزارة بتشكيل غرفة عمليات طارئة بإشراف مباشر من وزير الزراعة والري، البروفيسور عصمت قرشي، ومتابعة ميدانية من وكيل الري، والجهاز الفني، ومديري إدارات مياه النيل والخزانات، وتم استنفار كافة فرق العمل في الخزانات ومحطات الرصد وغرف الإنذار المبكر وخبراء التشغيل، الذين بذلوا جهودًا مكثفة على مدار الساعة لضبط المناسيب والحد من تأثيرات الفيضان، إلى جانب توفير المعلومات للمواطنين بشكل مستمر لتقليل الأضرار وحماية الأرواح والممتلكات. وأوضحت الوزارة، أن بلوغ منسوب المياه في محطة ما إلى "مستوى الفيضان" يعني فقط أن المياه وصلت إلى حافة المجرى النهري، ولا يعني بالضرورة غمر المناطق المجاورة أو حدوث كارثة. وتهيب الوزارة بالمواطنين تفهّم هذا المفهوم لتفادي الهلع، ولتوجيه الاستعدادات نحو الإجراءات المناسبة. كما أشارت إلى أن الوارد من النيل الأزرق بدأ في الانخفاض منذ يوم أمس، ومن المتوقع أن تبدأ المناسيب في التراجع تدريجيًا خلال الأيام المقبلة، وتؤكد الوزارة أنها تتابع الأوضاع بشكل دقيق، وستقوم بإبلاغ المواطنين بأي تطورات أولًا بأول. وأكدت وزارة الزراعة والري على التزام كافة كوادرها بالعمل بروح الفريق الواحد في خدمة المواطن السوداني، وتوفير المعلومات الدقيقة لضمان سلامة المجتمع واستقراره.