أكَّد مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أنَّ الاحتفاء باليوم العالمي للمسنين الذي يوافق الأول من أكتوبر من كل عام، ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو محطة للتذكير بمكانة كبار السن، وتقدير عطائهم الممتد، والاعتراف بفضلهم في بناء المجتمعات وتربية الأجيال وصون القيم. وقال مجلس حكماء المسلمين، في بيان له بهذه المناسبة، إن الإسلام أولى كبار السن مكانة رفيعة؛ حيث قرن الله تعالى برَّ الوالدين بعبادته فقال: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[النساء: 36]، كما أوصى نبيه الكريم ﷺ بوصايا شملت توقير الكبير وإكرامه؛ حيث قال: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا» [رواه أحمد]، مما يشير إلى أن رعايتهم واجب ديني وأخلاقي ومجتمعي، يعكس أصالة القيم الإنسانية التي تحض على الرحمة والإحسان. وأكد مجلس حكماء المسلمين أهمية العناية بكبار السنِّ والحفاظ على كرامتهم، باعتبارهم ذاكرة المجتمعات الإنسانية الحافظة لهويتها وتجاربها المتراكمة، وسجلًّا حيًّا من الحكمة والخبرات، مشيرًا إلى أن نقل الحكمة والخبرة عبر الأجيال يعزز مناعة المجتمعات أمام الأزمات، ويؤسِّس لمستقبل متوازن، داعيًا إلى ضرورة سنِّ التشريعات والسياسات التي تضمن حياة كريمة للمسنين، وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية لهم، وتفعيل برامج دمجهم في المجتمع، تقديرًا لمكانتهم وتعزيزًا لحقهم في الكرامة. ويولي مجلس حكماء المسلمين أهمية كبيرة بحقوق كبار السن، حيث أطلق في مايو الماضي، بالشراكة مع الكنيسة الكاثوليكية والجمعية الأمريكية للمتقاعدين، وثيقة عالمية لدعم كبار السن والحفاظ على كرامتهم، وذلك من خلال رؤية موحَّدة، ترتكز على ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لدعم كبار السن وحقهم في الاستقلالية والمشاركة الكاملة في المجتمع، ووقايتهم من جميع أشكال التمييز وسوء المعاملة والاستغلال والإهمال، التي قد يتعرضون لها، والعمل على معالجتها، بالإضافة إلى تمكينهم من اتخاذ الخيارات المناسبة لأنفسهم ولأسرهم، والحصول على رعاية صحية عالية الجودة، تركز على احتياجاتهم الشخصية، وتُراعي اختياراتهم الفردية.