كتبت: منة الله حمدىالخميس، 02 أكتوبر 2025 09:00 م قال أحمد فوقى، رئيس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان، إن خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار فى غزة تمثل تطورًا يستحق التوقف عنده، إذ تحمل بعض العناصر الإيجابية مثل الدعوة إلى وقف فورى للحرب، ورفض ضم الضفة الغربية، ورفض تهجير السكان، غير أنها تتضمن أيضًا نقاطًا شديدة الإشكالية مثل نزع سلاح حماس وإقصاء فصائل فلسطينية من المشهد السياسى، وهو ما يُخشى أن يجعلها أقرب إلى وصفة لإدارة الصراع بدلًا من إنهائه بصورة عادلة ومستدامة. وأوضح فوقى، لـ"اليوم السابع"، أن المواقف المعلنة حتى الآن تكشف عن فجوة كبيرة بين الأطراف؛ فبينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو دعمه للخطة فى ظاهرها، فإنه جدد رفضه الصريح لقيام دولة فلسطينية وأكد استمرار العمليات العسكرية، فى تناقض صارخ مع أى مسعى للسلام. أما حركة حماس فما زالت فى طور المشاورات مع الوسطاء، منقسمة بين من يرى ضرورة القبول بوقف القتل والمعاناة، وبين من يرفض البنود التى تمس جوهر القضية الفلسطينية كشرط نزع السلاح أو إبعاد قياداتها. وأشار رئيس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان، إلى أن مصر وقطر بذلتا على مدى العامين الماضيين جهودًا مضنية لبلورة مبادرات متوازنة لوقف الحرب، لكنها لم تجد الاستجابة المطلوبة من الجانب الإسرائيلى، كما لم تُمارس الولايات المتحدة الضغط اللازم لضمان تنفيذ ما تم التوصل إليه، وهو ما جعل تلك الجهود تصطدم بحائط التعنّت وانعدام الإرادة السياسية، التى هى أساس وقف الحرب. وشدد فوقى، على أن أى مبادرة سلام حقيقية لا يمكن أن تنجح ما لم تضمن انسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض منذ سنوات، وتمكين الفلسطينيين من إدارة شؤونهم بأنفسهم دون وصاية أو استبعاد، مضيفا أن المجتمع الدولى مطالب اليوم بموقف أكثر وضوحًا، يقوم على فرض احترام القانون الدولى الإنسانى ووقف الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، مؤكدًا أن استمرار المماطلة سيؤدى فقط إلى مزيد من الدماء والدمار، ويقوض أى أمل فى الوصول إلى تسوية عادلة تضمن الأمن والاستقرار للجميع. واختتم رئيس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان، تصريحه بالتأكيد على أن الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم فى المنطقة هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإزالة مسببات الصراع، وذلك انسجامًا مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.