يمثل الترابط الفكرى والثقافى والإنسانى بين مصر والمغرب، أبرز ملامح التعاون الذي يجمع بين البلدين الصديقين منذ أقدم عصور التاريخ، وتحتضن الإسكندرية "عروس البحر المتوسط" العديد من الفعاليات التي تؤكد عمق ومتانة العلاقات، ومنها مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في دورته الحادية والعشرين وتمثل المغرب ضيف شرف الفعاليات التي تحظي بحضور دولي بين جنبات المدينة العريقة . وتبرهن الفعاليات المتعدده التي تنظمها مكتبة الإسكندرية مناره العلوم والمعارف العالمية على عمق الترابط مع المغرب الشقيق فقد كان وزير الخارجيه المغربيه الأسبق والمفكر " محمد بن عيسى " شخصيه معرض مكتبة الإسكندرية الدولي الكتاب والذي حظي بفعاليات متعدده وحضور مغربي لافت وشهد سفير المغرب لدي مصر "محمد آيت وعلي" الندوة التي نظمتها المكتبة مؤكدا علي عمق ومتانة علاقات التعاون والترابط بين مصر وبلاده . وتُعد العلاقات المصرية المغربية نموذجًا راسخًا للتعاون العربي المشترك تمضي بخطى ثابتة نحو آفاق أوسع من التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والثقافي، مستندة إلى تاريخ طويل من الأخوة والعلاقات الدبلوماسية المتينة التي جمعت القاهرة بالرباط منذ عقود، وإلى إرادة سياسية واعية لدى قيادتي البلدين تجسد الإيمان العميق بوحدة المصير المشترك، وبأهمية التضامن العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وتشهد العلاقات بين البلدين الشقيقين عصرًا من الازدهار والتقارب بما أرسى أسس تعاون شامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.كما أكد مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور " أحمد زايد" في العديد من الفعاليات علي قوة العلاقات المصرية المغربيه ، مشيدا بدور " محمد بن عيسى " في إثراء الحركة الفكرية العربية و تأسيسه لمنتدي أصيلة ودوره في تعزيز الترابط بين مصر والمغرب. وتمتد الجسور بين الشعبين من خلال التبادل الثقافي والفني والتعليمي، حيث تُعد القاهرة والرباط مركزين للإشعاع الفكري العربي، وتُنظَّم فعاليات مشتركة تعكس الثراء الثقافي للحضارتين المصرية والمغربية، مثل مهرجان السينما الإفريقية في الأقصر الذي يُكرم صناع الفن المغربي، وأيام الثقافة المصرية في الرباط التي تشهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا يؤكد عمق الروابط الشعبية ، كما تحتفي مدينة الإسكندرية سنويًا بالفن المغربي عبر فعاليات ثقافية ومعارض للفن التشكيلي والموسيقى الأندلسية، بما يجسد التواصل الإنساني بين ضفتي المتوسط . و تتسم العلاقات المصرية المغربية بتطابق في الرؤى حول القضايا العربية والدولية، خاصة دعم وحدة الصف العربي، والتأكيد على الحلول السياسية للأزمات الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا والسودان و يعمل البلدان على دعم جهود جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي في ترسيخ السلم والأمن وتعزيز قيم التسامح والتعايش. وتشهد العلاقات نموًا متسارعًا في حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، حيث تعمل اللجنة العليا المصرية المغربية المشتركة على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والزراعة، والصناعات الغذائية، والنقل البحري، فضلًا عن التعاون في تطوير البنية التحتية والمناطق اللوجستية، مستفيدين من موقع البلدين كبوابتين رئيسيتين للتجارة بين إفريقيا وأوروبا. وتتنامى الاستثمارات المغربية في السوق المصرية في مجالات العقارات والقطاع المصرفي والخدمات، كما تواصل الشركات المصرية نشاطها في قطاعات البناء والاتصالات بالمغرب، بما يعكس عمق الثقة المتبادلة بين مؤسسات البلدين الاقتصادية. وتؤكد الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين قادة البلدين والوفود الرسمية والبرلمانية على الحرص المستمر على تطوير العلاقات في مختلف المجالات، حيث شكّلت لقاءات وزراء خارجية البلدين، محطات هامة في دفع مسار التعاون العربي الإفريقي المشترك. وتتجاوز العلاقات المصرية المغربية الشراكة السياسية و الاقتصادية إلى كونها رابطًا إنسانيًا وثقافيًا متجذرًا في التاريخ العربي المشترك نحو آفاق أرحب ومستقبل مشرق للعلاقات الاستراتيجية التي تعزز الأمن والاستقرار والتنمية.