على مدار آلاف السنين تظل مصر بلد الأمن والسلام، فمنذ زمن نبى الله يوسف، أذن الله لأخوة يوسف بأن يدخلوا أرض مصر، فالتقوا بأخيهم الكريم، فضمهم إليه، ثم قال لهم بلسان الرحمة ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾، واليوم نشهد فى مدينة شرم الشيخ الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، برعاية مصرية.. وبين الأمس واليوم نستحضر آية ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ أن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ كدعوة إلى الأمل، وكإشارة إلى أن دخول مصر بلد السلام والأمن والأمان. ويقول الدكتور أحمد المالكى ، من علماء الأزهر الشريف ، إن قوله تعالى: {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} .. تتجلّى في هذه الآية الكريمة حقيقةٌ راسخة، مفادها أن أرض مصر كانت – وستظلّ – مَظَنّة الأمن ومأوى الساعين إلى السلام، ومركز الحكمة في أوقات الأزمات. وما شهدته الأيام الأخيرة من جهود مصرية متواصلة لجمع الأطراف وتوحيد الكلمة ووقف نزيف الدم في غزة، إنما هو امتدادٌ لدورٍ أصيلٍ حملته مصر عبر تاريخها، دفاعًا عن القيم الإنسانية، وصونًا للحقوق المشروعة للشعوب المقهورة.