كتبت منة الله حمدىالخميس، 16 أكتوبر 2025 08:00 ص قال الدكتور شريف عبد الحميد، رئيس مؤسسة مانديلا للحقوق والديمقراطية، إن فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يمثل تتويجاً لمسار طويل من العمل الجاد والتفاعل الإيجابي مع المنظومة الدولية لحقوق الإنسان، ويعكس بوضوح تقدير المجتمع الدولي للخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة في هذا المجال. وأضاف عبد الحميد أن وجود مصر داخل المجلس سيتيح لها أن تعرض تجربتها الوطنية من منظور واقعي ومتوازن، وأن توضح للعالم التطور الذي تشهده على المستويين التشريعي والمؤسسي، خاصة مع قرب انتهاء المرحلة الأولى من الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والبدء في إصدار المرحلة الثانية من الاستراتيجية وكذلك توسيع مساحة الحوار مع المجتمع المدني. وأكد أن هذا الفوز هو رسالة ثقة من المجتمع الدولي في جدية المسار المصري، وفي قدرتها على الإسهام الإيجابي في منظومة الأمم المتحدة. وتابع رئيس مؤسسة مانديلا لحقوق الانسان، يجب ألا نغفل أن هذه العضوية التى تضع على عاتق مصر مسؤولية مضاعفة. فالدول الأعضاء في المجلس يُتوقع منها أن "تلتزم بأعلى المعايير في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان". وبالتالي، ستكون الممارسات والسياسات الداخلية لمصر تحت مجهر دولي أكثر دقة، حيث سيتم ربط مواقفها في جنيف بممارساتها على أرض الواقع بشكل مستمر. أما عن المكاسب التي تعود على مصر من هذه العضوية فأكد الدكتور شريف عبد الحميد أن المكاسب متعددة، سواء على الصعيد السياسي أو التنموي أو الإنساني. فمن الناحية السياسية، تتيح العضوية لمصر موقعاً مؤثراً داخل أهم ساحة أممية تُناقش فيها قضايا حقوق الإنسان، ما يمنحها قدرة على الدفاع عن رؤيتها المتوازنة وتوضيح مواقفها بشفافية أمام المجتمع الدولي. وعلى المستوى العملي أوضح شريف أنه وجود مصر في المجلس يفتح الباب أمام شراكات أوسع مع أجهزة الأمم المتحدة والدول الأعضاء في ملفات حيوية مثل مكافحة التطرف، وتمكين المرأة، والتعليم، وحقوق الطفل، والتنمية المستدامة، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على تحسين جودة حياة المواطن المصري وتعزيز العدالة الاجتماعية. وأشار شريف إلى أن المكسب الأهم هو استعادة مصر لدورها الطبيعي كدولة فاعلة ومؤثرة في المنظومة الدولية، فبعد سنوات كان يُنظر إليها باعتبارها في موقع "الدفاع"، أصبحت اليوم شريكاً في "وضع القواعد وتشكيل الرؤى". ولفت رئيس مانديلا لحقوق الإنسان إلى أن الثقة المتزايدة في الدور المصري ظهرت بوضوح في الفترة الأخيرة من خلال انتخاب الدكتور خالد العناني مديراً عاماً لليونسكو، ونجاح مصر في تنظيم واستضافة مؤتمرات كبرى مثل قمة شرم الشيخ للسلام، ما يعكس تقدير العالم لمكانتها المتنامية وقدرتها على الجمع بين البعد الإنساني والدور الإقليمي الفاعل. واخيرا أكد شريف أن هذه الخطوة لا تُعد مجرد مكسب دبلوماسي فقط، بل اعتراف دولي بأن هناك إرادة حقيقية لدى الدولة المصرية لتطوير منظومة حقوق الإنسان وتعزيز مبادئ العدالة والمساواة والمواطنة، مشيراً إلى أن المجلس يُعد المنبر الأهم عالمياً في هذا المجال، وعضويته تمنح مصر فرصة المشاركة في صياغة التوجهات والسياسات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان بدلاً من الاكتفاء بدور المتلقي أو المراقب.تاجز