كتبت ــ إسراء بدر

أكد النائب مصطفى أبو زهرة، عضو مجلس الشيوخ، أن ما تحقق خلال المرحلة الأولى من التحركات المصرية في الملف الفلسطيني – الإسرائيلي، يعكس قدرة الدولة المصرية على صناعة التوازن في أكثر الملفات تعقيدًا، مشيراً إلى أن القاهرة تتحرك بثباتٍ محسوب وبمسؤولية وطنية وقومية واضحة المعالم، في ظل حكمة وشجاعة قوية من الرئيس عبد الفتاح السيسي في إدارة تلك الملفات والتي أنقذت الشرق الأوسط من جحيم حقيقي.

وأوضح أبو زهرة، أن النجاحات التي تحققت حتى الآن — سواء في تثبيت وقف إطلاق النار أو في استعادة قنوات الاتصال بين الفصائل الفلسطينية — جاءت نتيجة التحرك الهادئ والعقلاني الذي ميز الموقف المصري منذ اندلاع الأزمة، مضيفًا أن المجتمع الدولي بات ينظر إلى مصر باعتبارها الضامن الحقيقي لاستقرار الإقليم وصاحبة الكلمة المسموعة في أوقات الأزمات.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن إجماع الفصائل الفلسطينية على ضرورة عدم منح إسرائيل أي ذريعة للعودة إلى الحرب، هو نتاج لجهود مصرية صادقة لإعلاء صوت العقل وتغليب مصلحة الشعب الفلسطيني على حساب المزايدات السياسية أو الحزبية، مؤكدًا أن التهدئة لا تعني التنازل، بل تعني الوعي بظروف المعركة وضرورات المرحلة.

وشدد أبو زهرة، على أن إنهاء الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس، وبين الضفة وغزة، يمثل الخطوة الحاسمة نحو إحياء القضية الفلسطينية وإعادتها إلى موقعها الطبيعي في وجدان الأمة والعالم، لافتًا إلى أن القاهرة تعمل على إعادة بناء الثقة بين الأطراف الفلسطينية وتوحيد الرؤية الوطنية، لأن وحدة الموقف هي السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال وأداته الحقيقية لاستعادة الحقوق المشروعة.

وأكد أن مصر، بقيادتها الواعية ودبلوماسيتها الرشيدة، لا تدير الأزمة فقط، بل تُعيد صياغة المشهد الإقليمي كله، مضيفًا أن القاهرة حين تتحرك، تتحرك بثقل التاريخ وبوعي المستقبل، لتصنع سلامًا حقيقيًا من بين رماد الحرب، وتُثبت أن العقل المصري لا يغيب مهما اشتدّ لهيب الصراع.