كتبت: هناء أبو العز

نشرت شبكة فرانس 24 تقريرا صحفياً، قبل ساعات من افتتاح المتحف المصري الكبير، أشارت فيه إلي أنه وبعد أكثر من عشرين عامًا من الانتظار، تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة، أحد أضخم المشروعات الثقافية في العالم، والذي يوصف بأنه أكبر متحف للحضارة الواحدة في القرن الحادي والعشرين، وسط احتفال ضخم يحضره قادة وشخصيات من مختلف أنحاء العالم.

يقع المتحف على بعد  خطوات من أهرامات الجيزة الثلاثة، وصمم على شكل هرمي زجاجي مهيب من إبداع شركة Heneghan Peng Architects الأيرلندية، ليحمل لقب الهرم الرابع.

يمتد المبنى على مساحة 24 ألف متر مربع ويضم نحو 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور الفرعونية، منها ما يقارب 50 ألف قطعة معروضة للجمهور والبقية محفوظة في مخازن حديثة التجهيز.

وقد بلغت تكلفة المشروع قرابة مليار دولار، حيث تراهن مصر على أن يصبح المتحف وجهة سياحية عالمية تستقبل أكثر من 5 ملايين زائر سنويًا، مما يسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني ودعم قطاع السياحة.

في بهو الدخول الشاسع يقف تمثال رمسيس الثاني شامخًا بطول 11 مترًا، ليكون أول ما يراه الزائر عند دخول المتحف.
التمثال، المصنوع من الجرانيت الوردي، يعد  أحد أبرز رموز الحضارة المصرية القديمة، وقد تنقل  عبر عدة مواقع منذ اكتشافه عام 1820 حتى استقر أخيرًا في موضعه الدائم داخل المتحف الكبير.
رمسيس الثاني، الذي حكم مصر قبل أكثر من 3 آلاف عام، يعد  من أعظم الفراعنة في التاريخ المصري القديم.

يخصص المتحف قاعة فريدة تضم 5000 قطعة أثرية من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، تعرض لأول مرة مجتمعة منذ اكتشاف مقبرته الشهيرة في وادي الملوك عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر.
وتتوسط القاعة التحف الذهبية الأسطورية، ومنها قناع الدفن الذهبي المرصع بالأحجار الكريمة والتابوت الملكي المذهب، لتعيد إحياء سحر الحضارة المصرية التي أسرت العالم.

في مبنى مخصص داخل المجمع، يعرض  قارب خوفو الشمسي البالغ عمره نحو 4600 عام، وهو من أضخم وأقدم القطع الخشبية في العالم.

القارب اكتشف  عام 1954 بجوار الهرم الأكبر، ويعرض  بعد عملية ترميم دقيقة استمرت سنوات، كما سيتيح المتحف للزوار مشاهدة عملية ترميم القارب الثاني المكتشف عام 1987 من خلف جدار زجاجي في تجربة تفاعلية نادرة.

المتحف لا يكتفي بعرض الآثار فقط، بل يقدم تجربة بانورامية تأسر الأنظار،  فدرجه الرئيسي يمتد على ستة طوابق تحيط بها تماثيل ضخمة ومقتنيات أثرية نادرة، وينتهي بمشهد خلاب يطل مباشرة على الأهرامات.

ويضم المتحف 12 قاعة عرض رئيسية تتتبع مسيرة الحضارة المصرية عبر خمسة آلاف عام، بالإضافة إلى مختبرات ترميم حديثة ومراكز أبحاث ومناطق ترفيهية ومطاعم تطل على هضبة الجيزة.

ومع اكتمال التجهيزات، تستعد مصر لكتابة فصل جديد من فصول التاريخ الثقافي، عبر مشروع ينتظر  أن يكون رمزًا عالميًا جديدًا للحضارة المصرية القديمة.