كتبت: منة الله حمدىالأربعاء، 05 نوفمبر 2025 01:45 م تابعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ببالغ القلق تطورات الأوضاع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال درافور غربي السودان، وخاصة في ظل استمرار انقطاع الاتصالات في المنطقة على النحو الذي يفاقم القلق على سلامة المدنيين في ضوء أنماط الانتهاكات الجسيمة الموثقة التي تلازم هجمات ميليشيا الدعم السريع. وأدانت المنظمة بصفة خاصة ما وثقته مصادر أممية تجاه جرائم قتل خارج نطاق القانون نفذتها ميليشيا الدعم السريع بحق المرضى والطواقم الطبية في المستشفى السعودي بالفاشر والتي أودت بأرواح نحو 460 شخصاً من المدنيين العزل غير المنخرطين في القتال، فضلاً عن مقتل وإصابة عاملين إنسانيين خلال مساعيهم لوصول المساعدات للمنطقة المحرومة من المساعدات لأكثر من 16 شهراً. هذا رغم الصعوبات التي تواجه محاولات التدقيق الميداني . وكذلك أدانت المنظمة ما أمكن تدقيقه إزاء مذبحة جديدة ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في المركز الطبي بمدينة بارا بولاية شمال كردفان جنوب البلاد، فضلاً عن انتهاكات بحق المدنيين في المدينة بما أودى بحياة 47 شخصاً على الأقل. وأكدت المصادر الأممية ارتفاع وتيرة النزوح والفرار من الفاشر وبارا خوفاً من أعمال القتل، وصعوبة وصول المساعدات للفارين، واستحالة وصول المساعدات لغير القادرين على النزوح وخاصة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة. وشكلت الانتهاكات جرائم حرب بموجب البروتوكول الثاني 1977 الملحق باتفاقيات جنيف للعام 1949 في سياق النزاعات الداخلية المسلحة، ومخالفات جسيمة بموجب المادة 3 المشتركة في اتفاقيات جنيف الأربعة 1949. وطالبت المنظمة الدول الأطراف في البروتوكول الإضافي الثاني 1977 بتحمل المسئولية عن وقف هذه الانتهاكات بأقصى سرعة وفعالية، وضمان مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لأحكام البروتوكول. وتُذكر المنظمة كافة الأطراف بأن ولاية المحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم المرتكبة في إقليم دارفور على وجه التحديد لا تزال سارية، ويجب العمل على توظيفها بكل فعال لضمان مساءلة ومنع إفلات الجناة من العقاب.