كتب محمود راغبالسبت، 08 نوفمبر 2025 10:49 ص مع اقتراب نهاية عام 2025 تواصل الكرة الأرضية دورانها حول محورها بوتيرة مستقرة ما يعنى أن العام سيختتم دون الحاجة إلى إضافة «ثانية كبيسة» إلى التوقيت العالمي المنسق، وذلك وفقاً لآخر البيانات الصادرة عن خدمة دوران الأرض والنظم المرجعية الدولية الجهة المسؤولة عن مراقبة أدق التغيرات في سرعة دوران الأرض. ما الثانية الكبيسة وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن الثانية الكبيسة هي ثانية إضافية تضاف أحياناً إلى الساعات الذرية من أجل مواءمة الوقت الذري مع الوقت الفلكي المبني على دوران الأرض الحقيقي والسبب في ذلك أن دوران الأرض حول محورها ليس منتظماً تماماً فهو يتأثر بعوامل طبيعية عديدة مثل حركة الغلاف الجوي والرياح الكبرى وتغيرات توزيع الكتلة في المحيطات والجليد والتفاعلات الجيولوجية العميقة داخل الأرض. حين يزداد الفرق بين الوقتين بمقدار 0.9 ثانية أو أكثر تضاف ثانية كبيسة عادة في نهاية يونيو أو ديسمبر. وتظهر القياسات حتى نوفمبر 2025 أن الفرق بين الوقت الذري و الوقت الفلكي لا يتجاوز 0.05 ثانية فقط أي أقل بكثير من الحد الذي يستدعي تدخل تصحيحي ولم تصدر خدمة دوران الأرض والنظم المرجعية الدولية أي إعلان بشأن إضافة ثانية كبيسة في نهاية ديسمبر 2025 مما يؤكد أن العام سيختتم دون تعديل زمني.وفقًا لبيانات خدمة دوران الأرض والنظم المرجعية الدولية المنشورة في أكتوبر 2025 فإن الفرق بين الوقت الذري والوقت الفلكي بقي في حدود +0.04 إلى +0.06 ثانية فقط طوال الربع الثالث من العام،ك وهذه القيمة تعد من أصغر الفروقات منذ بدء تسجيل الثواني الكبيسة في سبعينيات القرن الماضي ما يعكس استقرار دوران الأرض حول محورها خلال السنوات الأخيرة. آخر ثانية كبيسة أضيفت آخر ثانية كبيسة أضيفت كانت في 31 ديسمبر 2016 ومنذ ذلك التاريخ لم تدرج أي ثانية جديدة بسبب ميل الأرض إلى التسارع الطفيف في دورانها وبذلك تكون فترة 2017–2025 أطول فترة استقرار زمني دون أي ثانية كبيسة منذ بدء العمل بهذا النظام عام 1972. من المثير للاهتمام أن سرعة دوران الأرض تزايدت قليلاً منذ عام 2020 ما جعل اليوم أقصر بجزء من الألف من الثانية وهذا يعني أن الفرق بين الوقت الفلكي والذري يتناقص وليس العكس وقد أشار بعض الخبراء إلى احتمال أن يشهد العالم في المستقبل أول "ثانية سالبة" أي حذف ثانية بدلاً من إضافتها إذا استمر هذا التسارع في الدوران ومع ذلك تشير الحسابات الحالية إلى أن هذا السيناريو غير مرجح قبل نهاية العقد الثالث من القرن الحالي (بعد 2030). في عام 2022 صوتت الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للمقاييس على قرار إلغاء الثواني الكبيسة بحلول عام 2035 والسبب الرئيسي هو أن هذه التعديلات -رغم أنها صغيرة - تسبب مشكلات في أنظمة الملاحة وفي خوادم الإنترنت والبنية الزمنية للاتصالات وبدلاً من إضافة ثوانٍ مفاجئة سيُعتمد على تصحيح طويل المدى تدريجي قد يمتد لعقود دون اضطراب في الأنظمة التقنية. ذوبان الجليد في القطبين لوحظ في السنوات الأخير أن بعض التغيرات الجيوفيزيائية مثل ذوبان الجليد في القطبين وتغير توزيع الكتلة الأرضية جعلت اليوم الأرضي أقصر بنحو 1 إلى 1.5 ملي ثانية عن المعدل الطبيعي. لو استمر ذلك فقد تطرح للمرة الأولى فكرة إزالة ثانية من التوقيت العالمي بدلاً من إضافتها ولكن لا توجد مؤشرات علمية حالية تدعم ذلك قبل 10 سنوات من الآن على الأقل. مراقبة دوران الأرض حول محورها تجري من خلال شبكة عالمية من المراصد الليزرية للأقمار الاصطناعية ومراصد راديوية وأجهزة قياس الجاذبية الدقيقة وهذه القياسات تسمح لخدمة دوران الأرض والنظم المرجعية الدولية بإصدار تحديثات أسبوعية ودقيقة لتغيرات دوران الكوكب وهو ما يجعل نظامنا الزمني أحد أدق الأنظمة المعروفة علمياً.يعتبر عام 2025 عاماً مفصلياً في تاريخ "الثواني الكبيسة" لأنه يعكس مرحلة استقرار زمني طويل تمهيداً لمرحلة جديدة تدار فيها دقة الزمن بطريقة أكثر انسيابية وأقل اضطراباً في الأنظمة الرقمية العالمية. عام 2025 سيمر دون ثانية كبيسة جديدة عام 2025 سيمر دون ثانية كبيسة جديدة في ظل استقرار دوران الأرض واستمرار الفارق الزمني في الحدود الآمنة ومع التوجه العالمي للتوقف عن هذه الإضافات مستقبلاً قد تكون السنوات القادمة آخر حقبة نتابع فيها هذا النوع من التعديلات الزمنية الدقيقة التي تربط بين إيقاع الأرض ونبض الساعات الذرية.