شمال سيناء ـ محمد حسين

في أعماق صحراء سيناء، وسط جبالها الوعرة وأوديتها الممتدة تقف قلعة نخل شامخةً كشاهد حي على تاريخٍ يمتد لقرون.

تلك القلعة التي شُيّدت لتكون ملاذًا آمنًا للحجاج وقوافلهم على طريق الحج القديم، ومنها تدار شبه جزيرة سيناء في سالف العصر، وتحولت مع الزمن إلى رمزٍ أثري يُجسد عبقرية المعمار ودور الإنسان في تطويع الطبيعة لخدمته.

وتوضح البيانات الرسمية الصادرة عن محافظة شمال سيناء، أن القلعة شُيدت عام 1516م بأمر السلطان المملوكي قانصوه الغوري لتأمين طريق الحج وحماية قوافل الحجاج. تحت إشراف المهندس المعماري البارع الأمير خاير بك، بدأت القلعة رحلتها كبرج دفاعي صغير.. لكن مع صعود الدولة العثمانية وبالتحديد في عهد السلطان سليمان القانوني، تحولت القلعة إلى حصن عسكري ضخم عام 1552م.

على بُعد 156 كيلومترًا جنوب العريش و274 كيلومترًا شرق القاهرة، كانت القلعة نقطة استراتيجية تفصل بين الشمال والجنوب، ومركزًا إداريًا يُدير شؤون سيناء بشمالها ووسطها وجنوبها.

تضم القلعة أبراجًا حصينة وأسوارًا مرتفعة، زُودت بفتحات لإطلاق البنادق والمدافع. وتحتضن منشآت مائية فريدة كآبار المياه، البرك، والأحواض التي خدمت قوافل الحجاج والدواب. أما مسجدها، فكان شاهدًا على الطقوس الدينية التي مارسها الجنود والمسافرون.

في العصر العثماني، أُجريت توسعات كبيرة على القلعة، حيث تضاعفت مساحتها وأُضيفت لها أبراج ذات تصميم نصف دائري وبوابة رئيسة مُحصنة بشرفة دفاعية.

ويروي الرحالة السويسري يوهان بركهارت، الذي زار الموقع في القرن التاسع عشر، عن القلعة قائلًا: "مبنى حجري عظيم يحرسه خمسون جنديًا، يضم خزانًا كبيرًا للمياه العذبة". وفي عهد محمد علي باشا، كانت القلعة مركز إمداد لجيشه خلال حملاته".

والقلعة حتي اليوم قائمة بكثير من شواهدها لتبقي شاهدة على عبقرية المعمار الإسلامي ودورها التاريخي في خدمة الحجاج.

صور قديمة لقلعة نخل

صور قديمه لقلعة نخل

قلعة نخل