معبر رفح - محمد حسين

في مشهد يعكس عمق التضامن المصري مع الشعب الفلسطيني، اصطفت أعداد من  سيارات الإسعاف أمام معبر رفح البري استعدادًا لاستقبال الجرحى والمرضى من قطاع غزة، وذلك في إطار الجهود المصرية المستمرة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وأكدت مصادر طبية، أن سيارات الإسعاف المجهزة بأحدث المعدات الطبية تقف على أهبة الاستعداد لنقل المصابين إلى المستشفيات المصرية لتلقي العلاج، مع تخصيص أطقم طبية مدربة للتعامل مع الحالات الطارئة والحرجة فور وصولها.

ويأتي هذا التحرك ضمن التوجيهات المصرية المستمرة  تقديم الدعم الإنساني والطبي لقطاع غزة.

وأشار أحد المسؤولين في قطاع الإسعاف إلى أن هذا الدعم يمثل جزءًا من الجهود المصرية المستمرة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، موضحًا أن الفرق الطبية في حالة جاهزية على مدار الساعة لضمان تقديم الخدمة بأعلى كفاءة ممكنة حال وصول المرضي والجرحي القادمين من غزة.

وأشاد مواطنون فلسطينيون بهذه الجهود المصرية، مؤكدين أن هذا الدعم ليس غريبًا على مصر التي طالما وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية، مقدمين شكرهم للقيادة المصرية وللشعب المصري على هذه المواقف الإنسانية المشرفة.

ويشهد معبر رفح البري استمرار دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى قطاع غزة، في إطار الجهود المبذولة لتخفيف المعاناة عن سكان القطاع، الذين يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة.

وأكدت مصادر مسؤولة أن شحنات المساعدات تشمل مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية، بالإضافة إلى احتياجات أساسية أخرى، تُسهم في تلبية الاحتياجات اليومية للمدنيين. وقد جاءت هذه المساعدات بالتنسيق بين الجهات المصرية والدولية، ضمن الجهود الإقليمية والدولية لدعم الفلسطينيين في غزة.

وشهدت الأيام الأخيرة تزايداً في حجم الشحنات التي يتم إدخالها عبر المعبر، حيث تُعد هذه الشحنات جزءًا من استجابة عاجلة تهدف إلى توفير الإغاثة للسكان المتضررين، في ظل نقص حاد في المواد الأساسية داخل القطاع.

وأفاد مصدر بالمعبر أن هناك تنسيقاً مستمراً لضمان سرعة إدخال المساعدات وضمان وصولها إلى الجهات المسؤولة عن توزيعها في القطاع، مؤكدا أن الأولوية تُمنح للمواد الغذائية والاحتياجات الطبية العاجلة، نظراً لتفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية.

وتأتي هذه الجهود في إطار الدعم الذي تقدمه جمهورية مصر العربية بشكل مستمر للشعب الفلسطيني، حيث يُعد معبر رفح الشريان الحيوي الذي يربط القطاع بالعالم الخارجي.

من جانبهم، أعرب عدد من سكان القطاع عن تقديرهم لهذه الجهود، مشيرين إلى أن المساعدات تُسهم في تخفيف جزء من معاناتهم اليومية.
واستقبل معبر رفح من الجانب المصري قافلة صندوق تحيا مصر وهي أكبر قافلة مساعدات إنسانية شاملة للأشقاء الفلسطينيين في قطاع  غزة.

وشهد الطريق الدولي العريش رفح سير متواصل للشاحنات في مجموعات، إضافة لسيارات اسعاف.

وتعد هذه  أكبر قافلة مساعدات إنسانية شاملة تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية" تتضمن شاحنات محملة بكل الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية وسيارات الإسعاف وكميات ضخمة من المواد الغذائية الجافة والأطعمة صالحة للأكل بدون طهي (المعلبات)، والمياه المعدنية، والعصائر، والملابس، والبطاطين، والسجاد، والأغطية، والمنظفات، والمطهرات ، وألبان وغذاء الأطفال، وحفاضات من مختلف المقاسات، وحفاضات كبار السن وأدوات العناية الشخصية لإغاثة أهل قطاع غزة.

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأحد، 19 يناير 2025، لم تنقطع حركة الشاحنات عبر المعبر، حيث يتم نقل المساعدات إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة، ومنها إلى داخل القطاع.

وشهد المعبر خلال الأيام الماضية تدفقًا مستمرًا لشاحنات المساعدات القادمة من مصر ومن مختلف دول العالم، حاملةً الإمدادات الطبية والمواد الغذائية والمستلزمات الإغاثية التي يحتاجها سكان القطاع بشكل عاجل. هذه الجهود الإنسانية تأتي ضمن المبادرات التي تقودها مصر لتأمين وصول الدعم اللازم للمتضررين من الحرب علي غزة.

وبالتزامن مع استمرار تدفق المساعدات، بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين العودة تدريجيًا إلى المناطق الشمالية من قطاع غزة، بعدما غادروها بسبب الأحداث الأخيرة.

ويتواصل الدور المحوري لمصر في دعم الشعب الفلسطيني على مختلف الأصعدة، حيث لم تقتصر الجهود على تسهيل عبور المساعدات فقط، بل امتدت إلى قيادة مسار التهدئة وضمان استمراره.

وأشار شهود عيان إلى تنوع الشاحنات الوافدة من الدول العربية والمنظمات الدولية، مما يعكس تضامناً إنسانياً واسع النطاق مع أهالي غزة. ويعمل الجميع على تقديم الدعم العاجل وتوفير الاحتياجات الأساسية، وسط دعوات دولية لاستمرار تدفق المساعدات.