محافظات / اليوم السابع

مقرأة قرآن سميت باسمه بعد وفاته.. الشيخ غانم يحكى "إسلام عروج".. صور

  • 1/12
  • 2/12
  • 3/12
  • 4/12
  • 5/12
  • 6/12
  • 7/12
  • 8/12
  • 9/12
  • 10/12
  • 11/12
  • 12/12

العريش ـ محمد حسين

الأحد، 01 يونيو 2025 04:00 ص

في أحد أحياء مدينة العريش بشمال سيناء، وتحديدًا في منطقة أبوصقل، ينبض مكان صغير بحياة مختلفة.. لا ضجيج فيه ولا صخب، بل أصوات عذبة تنبعث من أفواه صغار لم يتجاوز بعضهم السادسة من العمر، يتلون كتاب الله بأصوات مرتلة وقلوبٍ نقية. هنا، لا يُدرَّس الحفظ فقط، بل تُبنى شخصية متكاملة، قوامها القرآن وأخلاقه، وسقفها الطموح والأمل.

لم تكن مجرد مشروع خيري، بل راود قلوبًا مؤمنة، وسُقي بعزيمة شباب نذروا أنفسهم لخدمة كتاب الله. حملت المقرأة اسم الشاب الراحل "إسلام عروج"، أحد المبادرين إلى تأسيس حلقات التحفيظ في مدن وقرى شمال سيناء، والذي ترك بصمة في درب الخير، فكان من الوفاء أن تحمل هذه الدار اسمه، ليبقى أثره ممتدًا في صدور هؤلاء الأطفال.

افتُتحت المقرأة قبل ثلاثة أشهر فقط، لكنها سرعان ما أصبحت مقصدًا لأكثر من خمسين طفلًا، يتوافدون يوميًا، بعيونٍ تلمع بحب القرآن، وآذانٍ مُصغية، وقلوبٍ متعطشة للنور. وعلى أيدي محفظين ومتطوعين، بات هؤلاء الصغار يحفظون ويرتلون، يكتبون ويتعلمون، وينمون في بيئة روحية وتربوية، لا تقتصر على التعليم فحسب، بل تشمل الترفيه والتشجيع وغرس القيم.

الشيخ محمود السيد غنّام، إمام وخطيب بمديرية أوقاف شمال سيناء، والقائم على التحفيظ داخل المقرأة، يروي تفاصيل هذا المشروع النوراني قائلًا: "نحن الآن في مقرأة تحمل اسم الشاب الراحل إسلام عروج، رحمه الله، بمنطقة أبوصقل، وهي مخصصة لتحفيظ الأولاد كتاب الله، وتعليمهم صحيح الدين من صلاة وحديث وسلوك ديني سليم يحتاجه النشء في حياته".

وتابع: "المكان فتح أبوابه قبل 3 أشهر، ووجد إقبالًا كثيفًا من الأهالي، بفضل الله، ثم بدعم وتشجيع الشباب القائمين على المقرأة. الفكرة نابعة من نية صادقة لخلق جيل قرآني، وتقديم صدقة جارية على روح شاب كان له أثر في تأسيس عدد من المقاريء بالمحافظة".

وأكد: يبلغ عدد الأطفال المسجلين في المقرأة الآن نحو 50 طالبًا، يتم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى لمن بدأوا الحفظ من البداية، ويخضعون لنظام استماع وتلقين، والثانية لمن لديهم خلفية مسبقة عن الحفظ، ويواصلون تقدمهم بوتيرة أسرع. ويؤكد الشيخ محمود أن هناك تدرجًا واضحًا في قدرات الأطفال، لكن من يُظهر جدية في الحفظ، ويحظى بدعم وتشجيع من أسرته، يحقق تطورًا كبيرًا.

وأضاف: "هناك أطفال بدؤوا معنا من الصفر، والآن وصلوا لمراحل متقدمة، ومن يجد صعوبة في الحفظ نخصص له وقتًا بالتلقين والتكرار، حتى يتقن. رسالتي للأهالي: لا توجد رسالة أنبل من تحفيظ أبنائكم كتاب الله، فهو نور وهداية وغنى في كل شيء".

وأكمل: بين جدران المقرأة، ترتسم ملامح أحلام كبيرة في أعين الأطفال، ممن وجدوا في هذا المكان ما لم يجدوه في غيره. مصطفى سالم صالح، 13 عامًا، يقول: "جئت لأحفظ القرآن الكريم، ومنذ بدأت تغيرت حياتي تمامًا. أصبحت أحب الحفظ، وأشعر أنني أقرب إلى الله، وأن لدي هدفًا واضحًا في الحياة".

وأضاف: أما جنا خليل، طالبة بالصف الأول الإعدادي، فتقول: "أحفظ القرآن منذ سنة ونصف، وبلغت الآن الجزء الثالث. وجودي في المقرأة ساعدني كثيرًا على تجاوز أخطائي، وأصبحت أكثر تمكنًا وإجادة".

الطالبة أروى كامل، من نفس الصف، تحلم بأن تحفظ القرآن الكريم كاملًا، وأن تصبح طبيبة أطفال، وتقول: "هنا أشعر بالدعم، والمعلمات يشجعنني دومًا، وأريد أن أجمع بين العلم والدين".

منّة الله عاطف، طالبة بالصف السادس الابتدائي، بدأت حفظ القرآن منذ أن كانت في الرابعة من عمرها، وتقول: "الآن أحفظ ربع القرآن، وأكمل الحفظ في هذه المقرأة. القرآن يفتح لي كل الأبواب، وأحلم أن أصبح معيدة في الجامعة وأدرس للطلبة".

جيهان الليثي، إحدى السيدات من سكان المنطقة، تتواجد بانتظام في المقرأة مع حفيدتها البالغة من العمر 5 سنوات، وتقول: "كان حلمي أن تبدأ حفيدتي في حفظ كتاب الله من صغرها، وقد وجدت ضالتي في هذا المكان. أنا سعيدة للغاية بهذه التجربة، وأشجع جميع الأمهات على اصطحاب أطفالهن هنا".

خليل الليثي، أحد الشباب المؤسسين للمقرأة، يؤكد أن الفكرة بدأت كحلم صغير وتحوّلت إلى واقع ملموس بفضل دعم المخلصين. ويقول: "أطلقنا اسم المقرأة على صديقنا الراحل إسلام عروج، الذي كان يسعى لنشر المقاريء الخيرية في مدن وقرى شمال سيناء. بمساعدة أهل الخير، تمكنا من تأسيس أكثر من 5 مقاريء استقبلت مئات الأطفال".

وأضاف: "المقرأة الحالية بدأت بفضل تبرع أحد الأشخاص بمكان كان يحلم أن يرى فيه أطفالًا يحفظون كتاب الله، ثم بدأنا في تجهيزه بدعم تطوعي، ودعونا الأهالي لإلحاق أطفالهم. كل ما يتم هنا هو عمل تطوعي خالص، هدفه نشر الخير والعلم الشرعي الصحيح".

لا تقتصر رسالة المقرأة على تحفيظ القرآن فحسب، بل تمتد لتشمل تعليم مبادئ القراءة والكتابة الصحيحة، إلى جانب تنظيم أنشطة ترفيهية ومسابقات تحفيزية. كما يتم التعاون مع وزارات التربية والتعليم، والشباب والرياضة، والتضامن الاجتماعي، فضلًا عن الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية.

وأوضح خليل الليثي: "نسعى لأن تكون المقرأة مركز إشعاع تربوي وثقافي، ولهذا نتعاون مع الجهات المعنية لتنظيم فعاليات ومسابقات، وربط الأطفال بالمجتمع، وتقديم نموذج لمكان يعزز قيم الانتماء والهوية الدينية والوطنية".

تمثل هذه المقرأة رسالة أمل متجددة للأطفال في منطقة أبوصقل بالعريش، تؤكد أن الخير لا يزال حاضرًا، وأن المجتمع قادر على أن يصنع الفارق حين يتحد خلف رسالة نبيلة. فكل طفل يحفظ آية، وكل قلب صغير يطمئن بالقرآن، هو استثمار في مستقبل أفضل.

اثناء الحفظ
اثناء الحفظ

 

الاطفال يتعلمون
الاطفال يتعلمون

 

الشيخ يحفظ الصغار
الشيخ يحفظ الصغار

 

الكل يحفظ
الكل يحفظ

 

الكل يشارك
الكل يشارك

 

جانب من الدروس
جانب من الدروس

 

مقر المقرأة
مقر المقرأة

 

مقرأة القرأن بالعريش
مقرأة القرأن بالعريش

 

من داخل المقرأة
من داخل المقرأة

 

من كل الاعمار
من كل الاعمار

 

يحفظ كتاب الله
يحفظ كتاب الله

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا