الأقصر – أحمد مرعى
الخميس، 03 يوليو 2025 10:48 صقدم عدد من شباب وفتيات محافظة الأقصر، فعاليات مسرحية "الطينة" تأليف كريم الشاوري وإخراج جاسر المصري وبطولة فرقة قصر ثقافة الطارف والتي عرضت على مسرح روض الفرج بالقاهرة في المهرجان الختامي لفرق الأقاليم 47، وهى هي واحدة من الأعمال المسرحية المميزة التي تجمع بين العمق الفكري والإبداع الفني، حيث تعكس التوترات الداخلية للأفراد في مجتمع يعاني من العديد من التحديات الاجتماعية والنفسية.
ويقول عبد الحليم العوامى أحد نجوم المسرحية، إن مسرحية "الطينة" تشمل جوانب متعددة تتعلق بالموضوع، الشخصيات، البناء الدرامي، الأداء الفني، والإخراج، مع التركيز على دور مؤلفها كريم الشاوري والمخرج جاسر المصري في تقديم هذه التجربة المسرحية الفريدة، حيث تدور "الطينة" حول رحلة الإنسان الداخلية في مواجهة الذات والواقع، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في صراع مستمر يُشعر المتفرج بأثر الطين على الروح البشرية. الطينة في المسرحية ليست مجرد مادة عضوية، بل هي رمز للمعاناة والتلوث النفسي الذي يؤثر في قرارات الأفراد وتصرفاتهم. يظهر هذا من خلال شخصيات تسعى للتخلص من عبء الماضي، لكن تجد نفسها غارقة في تفاصيله التي تلاحقها أينما ذهبت.
ويضيف عبد الحليم العوامى، إن موضوع المسرحية يلامس الأسئلة الكبرى التي يطرحها الإنسان على نفسه: ماذا يحدث عندما تكون محاصرًا بين الماضي الذي يرفض أن ينتهي وبين المستقبل الذي يبدو مشكوكًا فيه؟ هذا الصراع الدائم بين الماضي والحاضر والمستقبل يمثل جوهر المسرحية، وقد تم تقديمه بطريقة تجذب المتفرج للتأمل في قيم الحياة والوجود، وتتميز "الطينة" بتعدد الشخصيات التي تمثل تنوعًا فكريًا ونفسيًا، مما يجعل تفاعلها على خشبة المسرح أكثر تعقيدًا وإثارة. نجد شخصيات تمثل المأزق الداخلي للأفراد، حيث يكون كل واحد منهم مكبلًا بأعباء نفسيّة واجتماعية تؤثر على سلوكياتهم.
ويؤكد الممثل الأقصرى عبد الحليم العوامى، إن الشخصية الرئيسية في المسرحية هي شخصية النحات الشخصية المركبة نفسيًا التي جسدها الممثل "محمدالطيب" بشكل بسيط وطبيعي وتلقائي، تعيش صراعًا داخليًا بين محاولة التغيير والتمسك بالأشياء التي تؤرقها. ومع تقدم الأحداث، يبدأ المشاهد في رصد تطور الشخصيات.. حيث شخصية الابن المعقد التي جسدها "مهاب وليد" بتلقائية وأداء مميز والزوجة المشكوك في أمرها التي جسدتها الممثلة "فاطمة" وغيرها من الشخصيات مثل الزوج الشكاك والأخ الأكبر والأخ الوسطاني وصابرين وأمل كلها أدوار قوية وممثلين على وعي جيد بالعمل المسرحي.
وجاءت البنية الدرامية لمسرحية "الطينة" تتسم بالتنقل بين لحظات التوتر والهدوء، حيث يستفيد المؤلف كريم الشاوري من الانتقال السلس بين الأحداث المأساوية لتسليط الضوء على مفارقات الواقع البشري. يظل الصراع النفسي هو المحرك الرئيس للأحداث، مما يجعل الحوار بين الشخصيات مشحونًا بالمعاني العميقة والرمزية التي تساهم في بناء التوتر الدرامي، والكتابة تحتفظ بعنصر المفاجأة في تسلسل الأحداث، بحيث لا يسير العمل في اتجاه واحد بل يتخذ مسارات متنوعة تكشف عن جوانب مختلفة من الأزمة النفسية لكل شخصية. هذا النوع من البناء يساعد على إبقاء المتفرج في حالة ترقب مستمر، مما يعزز من عمق العمل، وجاء الإخراج لجاسر المصري الذي تميز بالقدرة على استحضار الأبعاد الرمزية للعرض المسرحي، حيث أضفى المخرج روحًا خاصة على كل مشهد. المصري نجح في تقديم المسرحية بأسلوب بصري يعكس التوتر الداخلي للشخصيات من خلال تقنيات الإضاءة، والديكور، وحركة الممثلين.
ومن خلال مسرحية "الطينة" يعرض المؤلف "كريم الشاوري" نقدًا اجتماعيًا دقيقًا لأوضاع الأفراد في المجتمع الحديث. المسرحية تسلط الضوء على صراع الأفراد في مواجهة النظام الاجتماعي والضغوط النفسية التي يواجهونها. هذا النقد لا يُقدم مباشرة، بل يُستشعر من خلال التوترات بين الشخصيات والصراعات التي تنشأ بين الواقع والأوهام التي شكّلها وصوّرها المخرج "جاسر المصري" وتفانى في اظهارها فريق العمل ككل.

فعاليات مسرحية الطينة حول رحلة الإنسان الداخلية في مواجهة الذات والواقع

حفاوة الجمهور بعروض مسرحية الطينة فى قصر ثقافة الطارف

عروض مسرحية الطينة حول رحلة الإنسان الداخلية في مواجهة الذات والواقع بالأقصر
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.