الإسكندرية جاكلين منير
الخميس، 10 يوليو 2025 10:08 صنظمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "مشكلات صناعة النشر في مصر، على هامش فعاليات معرضها الدولي للكتاب 2025، بحضور حلمي النمنم؛ وزير الثقافة الأسبق، وفريد زهران؛ رئيس اتحاد الناشرين المصريين، وقدمها محمود عبد النبي؛ عضو مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين.
وأشاد فريد زهران، بموضوع الندوة واختيار مفهوم "صناعة النشر" في عنوانها، خاصة أنها تتزامن مع النقاشات التي تدور في الوقت الحالي حول قانون اتحاد الناشرين والذي يرى الناشر على أنه تاجر، وهي نظرة غير دقيقة لأن النشر له مدخلات كثيرة تجعله صناعة مكتملة الأركان، لذا لابد في البداية يُنظر إلى النشر على أنه صناعة ثم بعد ذلك يمكن الحديث عن مفرداته ومدخلاته للعمل على إنهاء مشكلاته ومن ثم ازدهاره.
وتحدث "زهران" عن المشكلات التي تواجه صناعة النشر؛ وأولها مساحة الحرية المتاحة إذ أن الكتاب عمل إبداعي يحتاج الحرية لأن القيود تجعل الابداع يتراجع، والمشكلة الثانية قانون حقوق الملكية الفكرية، معتبرًا أن فرض غرامة قدرها ٥٠٠ جنيه فقط لتزوير الكتب غير كافية لردع المخالفين.
وأوضح "زهران" أن المشكلة التالتة تتمثل في عدم وجود علاج لغلاء مستلزمات صناعة النشر في ظل تعرض الناشر لمنافسة غير عادلة بسبب دعم الدولة لدور النشر الخاصة بها، مما يظهر الناشر كما لو أنه يغالي في أسعار الكتب، مشيرًا إلى أن الكتاب سعره مرتفع في مصر والعالم أجمع ولكن في الخارج توصلوا إلى حل لهذه الأزمة من خلال قيام المكتبات العامة بشراء الكتب من دور النشر وإتاحتها بالمجان للقراء فيما يقوم المهتمين بشراء الكتاب رغم ارتفاع سعره.
وأضاف "زهران" أن هذا الإجراء أوجد حلًا للناشر وكذلك أتاح الكتاب للقارئ، مؤكدًا أن مصر بها ٤ آلاف مركز شباب وآلاف المدارس، كما أن أغلب المؤسسات على رأسهم مؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة المصرية لديها مكتبات عامة، في حال شراء كل هذه المؤسسات الكتاب سوف تحل الأزمة.
وأشار "زهران" إلى أن من ضمن الكوارث التي تهدد صناعة النشر قيام كل مؤسسة ثقافية باعتبار نفسها ناشرة تنافس دور النشر الأخرى، متسائلًا عن سبب عدم تعاون هذه المؤسسات مع دور النشر ويكون على الأولى اختيار موضوعات الكتب وتتولى الثانية مهمة النشر، مختتمًا بالتأكيد على أن القوانين الحالية بها تناقضات وتحتاج إلى تعديل.
فيما وجه حلمي النمنم، الشكر إلى مكتبة الإسكندرية لحفاظها على التقليد السنوي بإقامة معرضها الدولي للكتاب واستمراره للدورة العشرين، مشيدًا باختيار مصطلح "صناعة النشر" كونه مسألة مهمة لأن الصناعة معناها وجود أسس ومدخلات بالإضافة إلى قدر من الحرية للإبداع والمنافسة.
وأشار "نمنم" إلى أن مشكلات صناعة النشر تنقسم إلى قسمين، الأول يصلُح أن يطلق عليه أشباه مشاكل مثل غلاء أدوات صناعة النشر والتي يمكن تعويضه من سعر الكتاب، وهناك مشكلات أخرى أكثر عمقًا وعلى رأسها القوانين التي صيغت في ظروف سياسية واجتماعية مختلفة، والتي ينبغي إعادة النظر فيها بمشاركة اتحاد الناشرين ومجلسي الشورى والنواب.
وأكد "النمنم" على أنه رغم كل مشاكل صناعة النشر في مصر إلا أنها مزدهرة في الوقت الحالي، داعيًا إلى تنشيط معارض الكتب في الجامعات المصرية وغيرها من المؤسسات، مضيفًا أن مصر بها 204 جامعة و200 مدينة لذا لابد من إقامة 400 معرض على الاقل، وهو ما يساهم في تنشيط الحياة الثقافية، ويحقق مبيعات للكتب، كما يحقق العدالة الثقافية في المحافظات والمدن البعيدة عن العاصمة وهى مسألة غاية في الأهمية لابد من الانتباه لها.
وحول ارتفاع سعر الكتاب، أوضح "النمنم" أن مصر بها 28 ألف مبنى مدرسي مما يعني 28 ألف مكتبة، و4 آلاف مركز شباب، و600 قصر ثقافي، و29 مكتبة عامة تابعة لدار الكتب، في حال نشر الكتب في هذه الأماكن سوف تُحل إشكالية ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى مشكلة أكبر وهي غياب الأمانة العلمية والفكرية وهي أخطاء يقع فيها الكُتاب والناشرين يجب أن تتوقف لأنها تضلل الأجيال الجديدة وتسئ لصورة مصر ليس فقط في المنطقة العربية وإنما في العالم أجمع.
وانتقد "النمنم" ما وصفه بالتسطيح الذي أصبح منتشر في الوقت الحالي ولا يوجد من أصبح يريد بذل مجهود فكري لذا لابد من وجود لجنة ثقافية داخل كل دار نشر حتى يكون الناشر شريك، كما دعا الناشرين إلى تحديد موضوعات وتكليف الكُتاب يتناولها، مختممًا بأن الكتاب سلعة استراتيجية هامة وينبغي أن تدخل صناعته ضمن الميزانية العامة للدولة رغم صعوبة هذا الأمر لأن كل برلمانات العالم لا تتعاطف مع القضايا الثقافية ولكن لابد من الضغط لتنشيطها.
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادى الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازى في القاهرة في "بيت السنارى" بحى السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.
وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.