سوهاج أحمد عبدالعال

في قلب مدينة سوهاج، يقف مسجد العارف بالله شامخا كأحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية بالمحافظة، يجسد روح الإيمان وصفاء العبادة، ويعد منارة للعلم والذكر ووجهة للباحثين عن السكينة والطمأنينة من شتى بقاع العالم الإسلامي.

المساجد، كما يقول أهل العلم، هي محاريب النور ومواطن الطمأنينة، ففيها تتجلى معاني الخضوع والرحمة، وتعلو فيها أصوات التسبيح والتهليل، لتصبح بيوت الله منارات للهداية ومراكز للمجتمع المؤمن ومسجد العارف بالله نموذج فريد لهذه المعاني الروحية، إذ يجمع بين عبق التاريخ وجلال المكان ودفء الإيمان.

يعود تاريخ المسجد إلى القرن الثامن الهجري، وتمت إعادة بنائه في عام 1968، ليظل شاهدا على قرون من العبادة والذكر.يقع المسجد وسط مدينة سوهاج، محاطًا بقبور الأمراء وضريح العارف بالله، في مشهد يبعث في النفس رهبة وجلالا، ويمنح الزائر إحساسا عميقا بالسكينة.

ينسب المسجد إلى العارف بالله إسماعيل بن علي اليماني، الملقب بـ"حسين أبو طقية"، أحد كبار العلماء والمتصوفة. ولد بالمغرب، وحفظ القرآن في سن صغيرة، وتعمق في علوم الفقه والحديث، وله مريدون من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. شغل منصب حاكم مديرية جرجا لعقود، وكان له أثر عظيم في نشر العلم والدعوة.

يعد المسجد مقصدا رئيسيا للمصلين والزوار، ويحتضن احتفالات دينية كبرى مثل المولد النبوي الشريف وليلة الإسراء والمعراج ورأس السنة الهجرية، إضافة إلى فعاليات الذكر والدروس الدينية التي تملأ أجواءه بالسكينة والنور.

شهد المسجد أعمال تطوير وتجديد شاملة بدأت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واستمرت حتى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن مبادرة "إعمار بيوت الله"، بتكلفة بلغت نحو 6 ملايين جنيه. شملت أعمال التطوير تحديث الساحة الخارجية، وتزويدها بمظلات إلكترونية لحماية الزوار من حرارة الشمس، مع إنشاء مصحف مجسم ضخم كرمز خالد للقرآن الكريم والإيمان.

في شهر رمضان، يتحول المسجد إلى مركز للإفطار الجماعي، حيث تمتد موائد الرحمن بجهود الأهالي والمحسنين، في مشهد يعكس روح التكافل والتراحم، بينما تتعالى أصوات التلاوة والذكر، ويغدو المكان قبلةً للزائرين الذين يجدون فيه ملاذا للروح وواحةً للسكينة.

وهكذا يبقى مسجد العارف بالله شاهدا على تاريخ طويل من العبادة والتجديد، ومقصدا للمحبين والزوار من كل مكان، ليظل بحق منارة للروحانية والإيمان في قلب سوهاج.

الوصول للمسجد يعد من أسهل الأماكن الاثرية الإسلامية وصولا حيث أن محطة سكك حديد سوهاج تقبع أمام المسجد مباشرا فالقادم من الوجه البحرى يستقل القطار وتكون وجهته سوهاج ومنها مباشرا إلى المسجد والقادم من محافظات الوجه القبلى نفس المحطة ونفس الوجهة أما القادم عن طريق الأتوبيس فستقل تاكسى بمبلغ 20 جنيها ليصل إلى المسجد في غطون 15 دقيقة وبعدها يستمتع بالروحيانيات المحيطة وبداخل المسجد.

المسجد بعد تطويره

احتفالات الأوقاف بلية القدر (2)

تطوير الساحة الخارجية

WhatsApp Image 2018-06-11 at 9.26.03 PM