الدقهلية شريف الديب

تمثل بحيرة المنزلة أهمية كبري لسكان شمال محافظة الدقهلية، حيث تعد من أكبر وأهم البحيرات العذبة في مصر، وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من دلتا النيل، ممتدة عبر محافظات الدقهلية، دمياط، وبورسعيد. تبلغ مساحتها حوالي 404.69 كيلومترًا مربعًا، وعمقها يصل إلى 1.15 مترًا.

تتميز البحيرة بتنوع بيئي غني، حيث تُعد موطنًا للعديد من أنواع الأسماك مثل البلطي، البوري، البياض، مبروك، وهو ما دفع العديد من الأهالي العمل بمهنة الصيد، بالمنطقة بالإضافة إلى بعض الاعمال التى تخدم المهنة ، كما تستقطب الطيور المهاجرة للتكاثر والتغذية، وتلعب دورًا حيويًا في حماية الأراضي الزراعية من تغلغل مياه البحر على الأراضي الزراعية المجاورة للبحيرة.

واجهت البحيرة العديد من التحديات خلال الفترة الماضية وهي تقلص المساحة بسبب التآكل والتجفيف، تلوث المياه نتيجة تصريف مياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي.

نمو النباتات المائية مثل ورد النيل والبوص، مما أعاق حركة المياه وأثر على الثروة السمكية.

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بالبحيرات المصرية، و وضع مشروع تطوير بحيرة المنزلة أولويه، وبالفعل أطلقت الحكومة المصرية مشروعًا قوميًا لتطوير وتطهير بحيرة المنزلة، بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

شمل المشروع، إزالة التعديات والمزارع السمكية غير القانونية.تطهير وتعميق البحيرة باستخدام معدات حديثة، مما رفع منسوب المياه إلى نحو 3 أمتار، تحسين جودة المياه من خلال معالجة مصادر التلوث. وفتح بوغازي دمياط مما ادي إلى تجديد المياه داخل البحيرة، و توفير الزريعة السمكية لإعادة إحياء الثروة السمكية، بناء مساكن مناسبة للصيادين لمنع التعديات المستقبلية.

وقد ظهرت نتائج التطوير على البحيرة من خلال زيادة الإنتاج السمكي إلى حوالي 60,000 طن سنويًا، مما ساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير فرص عمل جديدة، تحسين جودة المياه وتقليل التلوث، واستعادة البحيرة لمكانتها كمصدر رئيسي للثروة السمكية في مصر.

و رغم الإنجازات، لا تزال هناك تحديات تتطلب اهتمامًا مستمرًا، مثل مراقبة مصادر التلوث لمنع عودة التدهور البيئي.
ضمان استدامة عمليات الصيد وتنظيمها، وتعزيز البنية التحتية والخدمات للصيادين والمجتمعات المحيطة.

وتُعد بحيرة المنزلة مثالًا على جهود الدولة في استعادة الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة، مما يعزز من الاقتصاد المحلي ويحسن من مستوى معيشة المواطنين في المنطقة.