ساعدت التربة الخصبة القريبة من نهر النيل على انتشار تلك الزراعة، لاسيما في شمال محافظة قنا، وعلى مدار 40 عامًا يذهب بفأسه إلى أرضه لكسب لقمة العيش من عرق جبينه، فمع إشراقة الصباح يتوجه إليها للاهتمام بها، ويعود في المساء محملا بالرضا رغم متاعب يومه، فيزرع مساحات كبيرة من الكرنب وهي من الزراعات الشتوية المفضلة في الأكلات المصرية، كما تعد مصدر رزق جيد للمزارعين لاسيما أنها غير مكلفة، وهناك توسع في زراعتها بمحافظة قنا. يحصد العم عبد الجواد ثمار تعبه على مدار العام، ويذهب إلى السوق لبيعها بالواحدة في فصل الشتاء، لذلك عرف منذ سنوات في مدينة الوقف شمال قنا، وأصبح علامة مميزة في زراعة الكرنب بأنواعه، حيث تبدأ الزراعة في شهر أغسطس بينما يبدأ الحصاد من ديسمبر، إذ لا يحتاج الكرنب إلى فترة طويلة في الأرض لا تتعدى 3 أشهر حتى لا يتعرض للعفن. قال عبد الجواد عبد العاطي، مزارع من قنا، إن زراعة الكرنب تحتاج إلى تربة طينية وهي متوافرة بكثرة في محافظة قنا لقربها من نهر النيل، مثلها مثل زراعة السمسم والقمح، ويعد الكرنب البلدي من الزراعات التي تعتمد على هذه التربة، وتبدأ زراعته في شهري أغسطس وسبتمبر، ويبدأ الحصاد في ديسمبر، ثم مرحلة البيع سواء للتجار أو في الأسواق. وأوضح عبد العاطي، أن أولى المراحل تبدأ بشراء الشتلات الخاصة بزراعة الكرنب من أحد الأماكن في قرية المراشدة القريبة منه، ثم تزرع الشتلات في الأرض، وكل مجموعة من الشتلات يكفي لزراعة قيراطين من الأرض، أما عن التسميد فيضاف السماد مرة كل أسبوع حتى مرور 40 يومًا من الزراعة. وتابع عبد الجواد، أن محصول الكرنب يمكن زراعته 3 مرات في العام وهناك أنواع بلدية وأخرى هجينة، أما بالنسبة للمياه فهو لا يحتاج إلى كميات كبيرة، لأن أي زيادة في الري تؤدي إلى تعفن المحصول وبعد الحصاد يباع في الأسواق ولدى التجار في محافظة قنا بأسعار مناسبة للجميع. عبد الجواد مزارع كرنب من ٤٠ عام بقنا زراعة الكرنب بقنا الكرنب البلدي بزراعات قنا العم عبد الجواد وسط الزراعات