في حركة التنقلات الأخيرة بوزارة الداخلية أمس.. جاء اختيار اللواء علاء فتحي مديرًا للإدارة العامة لمباحث الجيزة ليعكس ثقة قيادة الوزارة في قيادي خاض العديد من المعارك الأمنية بنجاح، وترك بصمات واضحة في مواجهة الجريمة المنظمة، وتفكيك البؤر الإجرامية، وتعزيز الأمن في واحدة من أكثر المحافظات كثافة وتعقيدًا. خبرة ميدانية وصعود تدريجيلم يكن صعود اللواء علاء فتحي، إلى قمة الهرم الجنائي في الجيزة وليد المصادفة، بل ثمرة سنوات من العمل الميداني الشاق، فقد بدأ مسيرته في قطاع أكتوبر، حيث عمل مفتشًا للمباحث، ثم تولّى رئاسة قطاع جنوب الجيزة، قبل أن يُكلّف بقيادة مباحث قطاع أكتوبر عام 2020. أثبت فتحي، خلال تلك المراحل قدرة لافتة على احتواء التحديات الأمنية، سواء في المناطق الريفية أو الحضرية، من خلال خطط مدروسة واعتماد على التحريات النوعية وفرق البحث المدربة، ولم تمضِ سنوات قليلة حتى أصبح نائبًا لمدير مباحث الجيزة، ثم تولّى منصب المدير العام في يوليو 2025 ضمن حركة تنقلات كبرى هدفت إلى ضخ دماء جديدة في مفاصل الأمن. سجلّ حافل بالإنجازاتعلى مدار عمله، قاد اللواء علاء فتحي، العديد من الحملات الأمنية التي استهدفت أخطر العناصر الجنائية، وأسفرت عن ضبط أسلحة غير مرخصة وكميات ضخمة من المخدرات. كما برز دوره في فك طلاسم قضايا قتل معقّدة وهروب متهمين خطرين، وهو ما عزّز من مكانته داخل وزارة الداخلية، وجعل اسمه حاضرًا دائمًا في كل حركة ترقيات. واشتهر فتحي، بأنه من القيادات التي لا تكتفي بالمكاتب، بل يفضّل النزول إلى الشارع بنفسه، خاصة في القضايا الكبرى أو الحملات النوعية، مما جعله محلّ احترام وتقدير بين الضباط والمواطنين على حدّ سواء. نهج أمني متوازنيمتاز اللواء علاء فتحي، برؤية متكاملة تجمع بين الحسم في تطبيق القانون، والمرونة في التعامل مع التحديات اليومية. فقد ركّز في إداراته المتعاقبة على تعزيز التحريات المسبقة والتنسيق مع أجهزة المعلومات لضرب الجريمة في مهدها، بدلًا من الاكتفاء برد الفعل بعد وقوع الجريمة. كما يولي اهتمامًا خاصًا ببناء كوادر الصف الثاني، من خلال توجيه ضباط المباحث الشباب وتدريبهم على التعامل مع التطورات الحديثة في الجريمة، خاصة الجرائم الإلكترونية والجرائم الاقتصادية. ثقة قيادية في توقيت حساسجاء تعيين اللواء علاء فتحي مديرًا عامًا لمباحث الجيزة في وقت يشهد فيه الشارع المصري العديد من التحديات، من تصاعد أنماط الجريمة المستحدثة، إلى محاولات قوى معادية إثارة الفوضى، وتُعد الجيزة واحدة من أكثر المحافظات حساسية، نظرًا لتنوّعها السكاني واتساعها الجغرافي. لذا، فإن الدفع بقيادة متمرسة كفتحي في هذا المنصب ليس فقط خطوة تنظيمية، بل قرار استراتيجي يُعوَّل عليه في الحفاظ على الاستقرار الأمني في المحافظة الحيوية. إشادة داخلية ومجتمعيةوفق مصادر أمنية، فإن ترقية اللواء علاء فتحي لاقت ترحيبًا واسعًا داخل الوزارة، لما يتمتع به من سمعة طيبة وكفاءة مهنية عالية، كما يرى بعض العاملين في المجال الحقوقي والمجتمعي أن وجود شخصية مثل فتحي على رأس مباحث الجيزة من شأنه تعزيز التنسيق بين الشرطة والمواطن، خاصة في قضايا العنف الأسري، وجرائم النصب والاحتيال، والجرائم المالية. مستقبل واعدينظر كثيرون إلى اللواء علاء فتحي بوصفه من “القيادات الواعدة” داخل وزارة الداخلية، ومرشح قوي لتولّي مناصب أكبر في السنوات القادمة، في حال استمر بنفس النهج المنضبط والنتائج الملموسة. الراي العامبين ملفات الجريمة الثقيلة، وضغوط الرأي العام، وتعقيدات العمل الأمني اليومي، يبقى اللواء علاء فتحي نموذجًا للضابط الذي لم تغره المكاتب أو المناصب، بل اختار أن يبقى في قلب الميدان، يطارد الجريمة ويزرع الثقة. وفي ظل التحديات المتصاعدة، فإن أعين أهالي الجيزة باتت تتطلع إليه لا كمدير مباحث فقط، بل كدرع واقٍ ومؤسسة أمنية متحركة تعي ما يجري، وتفعل ما يجب.