كتب محمود عبد الراضي ـ سليم عليالأحد، 28 سبتمبر 2025 10:47 ص كشفت تحقيقات قضية "تزوير حضور الامتحان بمعهد سياحي"، والتي شغلت الرأي العام في الأيام الماضية، عن مفاجآت مدوية أدلى بها لاعب نادي بيراميدز رمضان صبحي خلال استجوابه أمام جهات التحقيق، بعد اتهامه بالتورط في الحصول على مستندات تعليمية مزورة بمساعدة سمسار، مقابل مبالغ مالية كبيرة، دون أن يلتزم بأي حضور فعلي أو التفاعل مع المؤسسة التعليمية. رمضان صبحي، نجم الأهلي السابق، صرّح أمام جهات التحقيق بأنه لجأ إلى وسيط متخصص في تزوير الأوراق الرسمية للمعاهد الخاصة، بهدف استخراج "إثباتات قيد" تساعده في التعامل مع الجهات الرسمية، خاصة مصلحة الجوازات. وأوضح أنه لم يسبق له حضور أي محاضرة أو دخول امتحان داخل المعهد، مشيرًا إلى أنه لم يكن يعرف حتى موقع المعهد الجغرافي. ووفقًا لما ورد في التحقيقات، قال رمضان صبحي إنه حصل على شهادة الثانوية العامة عام 2016، ثم تم قيده في معهد حاسب آلى بالتجمع الخامس، قبل أن يتم تحويله لاحقًا إلى معهد للسياحة والفنادق، لكنه عاد ليؤكد أنه لم يذهب إلى أي من المعهدين، ولا يعلم شيئًا عن نظام الدراسة أو الامتحانات هناك، موضحًا: "عمري ما رُحت المعهد ولا أعرف مكانه". وكشف اللاعب أن التعامل مع السمسار كان يتم من خلال شخص يُدعى طارق المصري، والذي كان يعمل في الأصل كسمسار لاعبين، قبل أن يتحول إلى "سمسار معاهد"، مهمته توفير مستندات تثبت القيد الدراسي مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 30 إلى 40 ألف جنيه عن كل فصل دراسي، الهدف من هذه المستندات، بحسب ما قاله صبحي، هو تسهيل إجراءات السفر من خلال تقديمها إلى الجهات المختصة. أما عن الامتحانات، فقد اعترف رمضان صبحي بشكل واضح بأنه لم يدخل أي لجنة امتحانية، ولم يسبق له كتابة أي كراسة إجابة، مؤكدًا: "عمري ما دخلت امتحان ولا كتبت كراسة إجابة باسمي." وهو ما أثبتته التحقيقات بالفعل، بعد أن كشفت الأدلة الجنائية أن شخصًا آخر يُدعى يوسف محمد سعد هو من كان يحضر بدلًا منه ويؤدي الامتحانات باسمه. المعاملات المالية بين اللاعب والسمسار بدأت، وفقًا لروايته، بشكل نقدي، قبل أن يتم استخدام تطبيق "إنستا باي" لتحويل الأموال إلكترونيًا، لم يحصل رمضان صبحي على أي إيصالات رسمية تثبت هذه التحويلات، باستثناء أوراق القيد التي كانت تُستخدم كغطاء قانوني. وتطرقت التحقيقات إلى لحظة توقيف اللاعب، حيث روى رمضان أنه كان عائدًا من معسكر تدريبي في تركيا، برفقة زميله شريف إكرامي، عندما تم توقيفه في المطار وإبلاغه بوجود تشابه في الأسماء. تم اقتياده إلى النيابة العامة للتحقيق معه في القضية، وهناك بدأت تفاصيل التزوير تتكشف. رغم حصول رمضان صبحي على إعفاء نهائي من الخدمة العسكرية، إلا أنه واصل استخراج أوراق القيد من المعهد، وعند سؤاله عن السبب، أجاب أن الأمر كان يهدف إلى "المظهر الاجتماعي"، بالإضافة إلى تسهيل بعض الإجراءات الخاصة بأبنائه في المدارس، وفقًا لما ذكره في أقواله. في محاولة لإنهاء الأزمة، تواصل بعض الموظفين بمعهد الفراعنة مع اللاعب، وطلبوا مقابلته في مكتب محاميه للتفاوض على تسوية القضية، إلا أن رمضان رفض هذه المحاولات بشكل قاطع، مؤكدًا أن "الموضوع مش بتاعي"، في إشارة إلى أنه لم يكن المسؤول المباشر عن الإجراءات التي تمت. أما عن دور حارس مرمى الأهلي محمد الشناوي، فقد أشار رمضان إلى أنه عرفه على السمسار طارق المصري في عام 2019 فقط، موضحًا أن الشناوي لم يكن على علم بأي تفاصيل تتعلق بعملية استخراج الأوراق المزورة أو ما حدث لاحقًا. القضية التي لا تزال قيد التحقيق، أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع تورط أحد أشهر لاعبي الكرة المصرية في قضية تتعلق بالتزوير والتلاعب بالمستندات الرسمية. وتنتظر الأوساط الرياضية والقانونية ما ستسفر عنه التحقيقات خلال الأيام المقبلة، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هناك أسماء أخرى متورطة في القضية، أو ما إذا كان رمضان صبحي سيواجه حكمًا قضائيًا يؤثر على مستقبله الرياضي.