كتب محمود عبد الراضي

يبرز انفوجراف أسرار تخلص مواطن من أسرة بالسم في فيصل، خلال 72 ساعة فقط، حيث أثارت جريمة مقتل طفلين شقيقين بالسم واختفاء والدتهما في منطقة فيصل حالة من الغضب والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما كشفت التحريات عن تفاصيل مأساوية بطلها صديق الأم الذي أقدم على ارتكاب جريمته البشعة بدافع الانتقام.

البداية كانت بتلقي قسم شرطة الأهرام بالجيزة بلاغًا من الأهالي يفيد بالعثور على طفل يبلغ من العمر 13 عامًا وطفلة في الحادية عشرة في حالة إعياء شديد، توفيا بعد نقلهما إلى المستشفى. وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة.

التحريات كشفت أن وراء الجريمة مالك محل لبيع الأدوية البيطرية يقيم في الجيزة، حيث تبين أنه كانت تربطه علاقة بوالدة الطفلين، وأنها أقامت معه في شقة مستأجرة بصحبة أبنائها الثلاثة. وأثناء فترة إقامتها اكتشف سوء سلوكها – بحسب اعترافه – فقرر التخلص منها.

في يوم 21 من الشهر الجاري، حصل المتهم على مادة سامة من المحل الذي يملكه، ووضعها في كوب عصير وقدمه للأم. وبعد أن شعرت بحالة إعياء شديدة، نقلها إلى أحد المستشفيات مدعيًا أنها زوجته، وسجل بياناته باسم مستعار، ثم غادر المكان تاركًا جثمانها بعد وفاتها.

بعد أيام قليلة، وتحديدًا في 24 من الشهر نفسه، قرر المتهم التخلص من أطفالها الثلاثة بالطريقة نفسها، اصطحبهم في نزهة وقدّم لهم عصائر ممزوجة بالمادة السامة، لكن الطفل الأصغر البالغ من العمر 6 سنوات رفض تناول العصير، فقام بإلقائه في مجرى مائي بإحدى الترع، وتم انتشال جثمانه لاحقًا.

أما الطفلان الآخران فقد تناولا العصير وعادا معه إلى المنزل في حالة إعياء شديد، فاستعان المتهم بأحد العاملين لديه وسائق "توك توك" حسن النية لنقلهما إلى مكان تم العثور عليهما فيه جثتين هامدتين.

الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط المتهم الذي اعترف تفصيليًا بارتكابه للجرائم الثلاث، مستخدمًا السم ذاته الذي حصل عليه من محل الأدوية البيطرية الذي يملكه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالته إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات في الواقعة.

الجريمة التي باتت تعرف إعلاميًا باسم "العصير المسموم" هزّت الرأي العام وأعادت إلى الأذهان سلسلة الجرائم الأسرية التي حدثت من سنوات.