في عالم مليء بالإنجازات الاستثنائية، تعد ماي ماسك والدة الملياردير إيلون ماسك، واحدة من أبرز الشخصيات التي ألهمت الكثيرين حول العالم. هي أم لثلاثة من أنجح رجال الأعمال في العالم، وتعتبر قصة حياتها نموذجاً حيّاً للمثابرة، والإصرار، والإيمان العميق بقوة العمل الجاد.

وفي دورتها الثالثة التي ستُعقد في دبي، ستتحدث ماي ماسك أمام جمهور "قمة المليار متابع"، لتروي تجربتها كأم لثلاثة مليارديرات، ولتكشف عن مبادئ التربية التي قادت أبناءها إلى قمة النجاح.

مسيرة حياة استثنائية

تعتبر ماي ماسك، البالغة من العمر 76 عاماً، واحدة من الشخصيات التي عاصرت العديد من التحولات المهمة في العالم، ونجحت في ترك بصمة لا تُمحى في عدة مجالات.

بدأت ماي ماسك مسيرتها منذ سن مبكرة عندما دخلت عالم عروض الأزياء في سن الـ21 عام 1969، حيث تأهلت لتكون من ضمن المتسابقات في مسابقة ملكة جمال جنوب أفريقيا، وسرعان ما انطلقت في هذا المجال لتصبح واحدة من أبرز العارضات في العالم، وتشارك في حملات إعلانات لعدة علامات تجارية شهيرة.

إلى جانب مهنتها في عالم الأزياء، استطاعت ماي ماسك أن تُحقق نجاحاً أكاديمياً كبيراً، فحصلت على شهادتين في مجالي علم التغذية والصحة الغذائية، وأسست شركتها الخاصة في هذا المجال. وعلى الرغم من تقدمها في العمر، رفضت ماي التقاعد، واستمرت في العمل، متخذة من وسائل التواصل الاجتماعي منصة لها لتشارك تجاربها مع أكثر من 3.35 مليون متابع حول العالم.

تربية ماي ماسك لأولادها

ما يميز ماي ماسك ليس فقط نجاحاتها الشخصية، بل قدرتها على تربية ثلاثة من أبنائها الذين أصبحوا من أبرز الأسماء في عالم المال والأعمال. إيلون ماسك، الذي يُعدّ أغنى رجل في العالم، كان من بين هؤلاء الأبناء الذين نشؤوا تحت رعاية أم قدّمت لهم دروساً قيمة في الحياة.

وفي حديثها عن تجربتها في تربية أبنائها، أكدت ماي أنها اعتمدت على مبدأ الاستقلالية في تربيتهم، وقدّمَت لهم القيم الأساسية مثل الأمانة، والاحترام، والعمل الجاد.

هذا النهج التربوي كان له تأثير كبير في شخصية أبنائها، حيث أصبح إيلون ماسك واحداً من أبرز رواد الأعمال في عصرنا الحالي، كما أظهر شقيقه كيمبال نجاحاً كبيراً في إدارة سلسلة مطاعم راقية، بينما حققت شقيقتهم توسكا نجاحاً كبيراً في مجال الإنتاج الرقمي.

قد يعتقد البعض أن حياة ماي ماسك كانت مليئة بالرفاهية والسهولة، لكن الحقيقة كانت مغايرة تماماً، بعد انفصالها عن زوجها إيرول ماسك، اضطرت للانتقال مع أبنائها إلى شقق صغيرة، حيث واجهت العديد من التحديات المالية، لكنها لم تستسلم، بل عملت بجد لتحسين وضعها المالي وتوفير حياة مستقرة لأبنائها، كما كانت تسعى دائماً لتعزيز استقلالهم، وتعليمهم كيفية العناية بأنفسهم ومواجهة الحياة بكل تحدياتها.

ماي ماسك تذكر في كتابها "امرأة تصنع خطة" أنها لم تكن مجرد أم، بل كانت مدربة حقيقية لأبنائها، لقد أرادت أن تزرع فيهم قيم العمل الشاق والاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في حياتهم.

ويعد شغف إيلون ماسك بالحاسوب في مرحلة مبكرة نقطة التحول الكبرى في حياتهم، حيث أظهر إيلون في تلك الفترة اهتماماً استثنائياً بتكنولوجيا المعلومات، وهو ما قاده في نهاية المطاف إلى تأسيس شركات تكنولوجية مبتكرة أثرت بشكل كبير في العالم.

جلسة والدة إيلون ماسك في القمة

في "قمة المليار متابع"، ستشارك ماي ماسك في جلسة نقاشية حيث ستتحدث عن ريادة الأعمال والتحديات التي واجهتها في هذا المجال. وستتطرق إلى كيفية إلهام الأبناء في مجال ريادة الأعمال، وكيفية الموازنة بين حياتها المهنية والأسرية.

كما ستتحدث عن صناعة المحتوى الهادف، وهو أحد المواضيع الرئيسية في القمة، حيث تُؤمن ماي ماسك بأن المحتوى يمكن أن يكون أداة قوية لدعم الأفكار الإبداعية والمبدعين في مختلف المجالات.

القمة، التي ستُعقد في دبي في الفترة من 11 إلى 13 يناير 2025، تهدف إلى دعم صناع المحتوى ورواد الأعمال، وتوفير منصة للمبتكرين من جميع أنحاء العالم لعرض مشاريعهم وأفكارهم المبدعة. وتُعدّ مشاركة ماي ماسك في هذه الفعالية فرصة رائعة للمشاركين للاستفادة من تجربتها الطويلة والملهمة في مجالات ريادة الأعمال والتربية والتنمية الشخصية.