كتب علي الكشوطي

رحل منذ قليل نجم الأغنية الشعبية أحمد عدوية، عن عالمنا، وهو النجم الذي بقدر بساطته لكنه كان يملك من روح التجريب والمغامرة ما يدفعه للعب بطولة فيلم أنياب، وهي الرحلة المحفوفة بالمخاطر، لكن عالم السينما الساحر لا تقيده حدود.

لعب أحمد عدوية في فيلم "أنياب" دور دراكولا وهو واحد من الأعمال التي تضرب بعرض الحائط كل ما هو متعارف عليه، ذهب مخرجه محمد شبل إلى عالم بعيد ومختلف عالم ينتمي للفانتازيا، حيث براح التجريب والجموح في كل عناصر العمل، ربما لا يكون الفيلم مستساغا لدى كثير من الجمهور الذي قد يرى بساطة في التجربة، ولكن ربما هذا الحكم بمعاير زمن غير الزمن، ولكن حتى بمعاير زمنه، كان الفيلم سابق للحدود ضارب بعرض الحائط كل ما هو نمطي واعتيادي، وربما درب الجنون في الفيلم لا تقتصر فقط على سيناريو أو طريقة إخراج وإنما أيضا في مزيكا مودي وحسين الإمام الجامحة المجنونة بمعاير زمنها والتي يمكن جمالها وتفردها في كونها لا تشبه أحد وتتمرد على كل ما هو متعارف عليه.

جميل أن يكون في مسيرة أحمد عدوية فيلم شاطح يشبه، جنون كلماته وموسيقاه حتى وان كان العمل لم يحقق النجاح المطلوب فيكفى مخرجه وابطاله لذة التجريب وفتح افاق سينمائية جديدة ربما يستفيد منها مخرج صاحب عقل مستنير وقلب جريء.

أحمد عدوية أحد أعمدة الأغنية الشعبية في مصر، وواحد من أبرز الأصوات التي نجحت في التعبير عن نبض الشارع المصري، بصوته العذب وألحانه البسيطة القريبة من القلب، استطاع أن يحجز مكانة خاصة في قلوب الملايين، قدم أغنيات خالدة مثل “زحمة يا دنيا زحمة” و”السح الدح امبو”، التي أصبحت رمزًا لفترة ذهبية في تاريخ الفن الشعبي. عدوية لم يكن مجرد مطرب؛ بل حالة فنية فريدة، جمعت بين الإبداع والتلقائية، تاركًا إرثًا فنيًا يخلد اسمه في ذاكرة الأجيال.

كشف المطرب محمد عدوية عن وفاة والده المطرب الكبير أحمد عدوية بعد صراع مع المرض ونعاه عبر حسابه على موقع فيس بوك كاتباً: "الله يرحمك يا بابا، رحم الله طيب القلب.. حنون القلب .....جابر الخواطر".

هذا ورحل عن عالمنا المطرب أحمد عدوية بعد مسيرة طويلة أبدع فيها خلال سنوات بأغان اعتبرها الكثيرون بمثابة نقلة فنية في عالم الغناء الشعبي.

كما سطر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ السينما بأغانيه  الذى شارك فيها إلى جانب أهم النجوم، وفقاً لما أكده ياسر حسانين مدير أعماله.

ويعد المطرب أحمد عدوية أحد أهم المطربين فى تاريخ الأغنية العربية لما قدمه من أغان تميزت بلون مختلف وقتها وسار على نهجه بعدها العديد من المطربين.

كما ارتبط اسم عدوية بصداقات مع نجوم الغناء مثل عبد الحليم حافظ الذى سبق وأعرب عن مدي تقديره وإعجابه الشديد به وبفنه.