خسرت الساحة الفنية العربية أحد أعلامها البارزين برحيل الفنان والمخرج الكويتي عبد العزيز الحداد، الذي وافته المنية عن عمر ناهز الـ75 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، وكان الفنان الكويتي شخصية متعددة المواهب، حيث تألق في مجالات التمثيل والإخراج والكتابة، وترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن العربي.

سبب وفاة عبد العزيز الحداد

توفي عبد العزيز الحداد صباح اليوم الخميس، ومن المقرر أن تُقام صلاة الجنازة؛ ومن ثم مراسم الدفن في مقبرة الصليبيخات بالكويت عصر اليوم.

وكان عبد العزيز الحداد قد تعرض لجلطة دماغية في أواخر أبريل الماضي، مما استدعى دخوله مستشفى مبارك حيث أمضى فترة طويلة في العناية المركزة قبل أن يفارق الحياة.

مسيرة فنية حافلة بالإنجازات

بدأ عبد العزيز الحداد مسيرته الفنية في بداية الستينيات، حيث كانت مسرحية "حظها يكسّر الصخر" أول أعماله المسرحية التي شهدت انطلاقته الفنية. وقد واصل تألقه في العديد من الأعمال المسرحية والدرامية والسينمائية التي استعرض من خلالها موهبته في التمثيل والإخراج والتأليف.

من أبرز أعماله المسرحية مسرحية "بخور أم جاسم"، التي نالت استحساناً واسعاً بين الجماهير والنقاد، أما في مجال الدراما التلفزيونية، فقد شارك في العديد من المسلسلات التي تُعتبر من كلاسيكيات الشاشة الخليجية، مثل مسلسل "الإخوة الثلاثة" عام 1978 ومسلسل "دموع وفرح" عام 2020، وبين هذين العملين قدم أكثر من 30 مسلسلاً تلفزيونياً.

إلى جانب مسيرته الفنية، كان عبد العزيز الحداد شخصية مثقفة ومتواضعة، عُرف بحبه للأدب والشعر، ألّف العديد من الروايات الأدبية، وكانت آخرها رواية بعنوان "مسلسل غير". كان الحداد رمزاً للإبداع الفني والإنساني، حيث تميز بقدرته على التعبير عن القضايا الإنسانية بصدق وإحساس عالٍ.

حسام داغر ينعي عبد العزيز الحداد

كشف الفنان المصري حسام داغر، الذي عمل مع الحداد في مسلسل "الجابرية الرحلة 422"، عن تفاصيل مؤثرة في علاقتهم المهنية والشخصية، وأوضح داغر عبر حسابه على "إنستغرام" أنه قضى أوقاتاً لا تُنسى مع الفنان الراحل أثناء تصوير المسلسل في لندن منذ عامين.

وصرح قائلاً: "تأثرت كثيراً بأدائه في أحد المشاهد التي كانت تعكس مشاعر إنسانية عميقة، خاصة عندما جسد دور الزوج الذي يواسي زوجته المصابة بمرض الزهايمر، في هذا المشهد، كان الحداد يناجي زوجته، ويذكرها بحبه قائلاً: كنت أتوقع أن تنسي العالم كله، لكن لم أتوقع أن تنسيني أنا، كان المشهد مليئاً بالإحساس الصادق الذي أبكاني أثناء التصوير".

وأضاف حسام داغر عن تجربته الإنسانية مع الراحل عبد العزيز الحداد: "أثناء تصوير المسلسل، كان هناك لحظة استثنائية طلب فيها المخرج أن يتحرك الحداد ليجلس بجانبي في الطائرة، مما أضاف عمقاً إنسانياً للمشهد، لقد أظهر الحداد قدرة فريدة على تجسيد المشاعر الإنسانية، وكانت لحظاته في هذا العمل مثالاً حياً على موهبته الفنية".

وأكمل حسام داغر قائلاً: "عبد العزيز الحداد لم يكن فقط ممثلاً قديراً، بل كان أيضاً شاعراً وأديباً ومثقفاً خفيف الظل، لقد أثرت أعماله في نفوس الكثيرين وتركت أثراً لا يُمحى في قلوب كل من عرفه وعمل معه. بفقدانه، نشعر بخسارة إنسان وفنان نادر الوجود".

بوفاة عبد العزيز الحداد، تفقد الساحة الفنية العربية أحد أعمدتها الراسخة، لقد ترك الحداد إرثاً فنياً غنياً يخلد ذكراه، حيث جمع بين التمثيل والإخراج والتأليف بأسلوب فريد ومبدع.

سيظل الجمهور يتذكره من خلال أعماله التي حفرت مكانها في قلوب الملايين، وسيبقى اسمه رمزاً للإبداع والتميز في عالم الفن.