كشف المخرج خالد الحلفاوي، الابن الأكبر للفنان الراحل نبيل الحلفاوي، العديد من التفاصيل الدقيقة التي تحيط بحياة والده الشخصية والفنية، بالإضافة إلى كواليس الأيام الأخيرة من حياته وآخر أمنياته، وذلك في لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" الذي يعرض على قناة ON.

اللحظات الأخيرة من حياة نبيل الحلفاوي

وفيما يخص اللحظات الأخيرة من حياة الفنان الراحل، كشف خالد الحلفاوي أن مرض والده كان مفاجئاً وسريعاً، حيث بدأت حالته الصحية تتدهور في فترة قصيرة، لم تتجاوز الشهرين، وتابع قائلاً: "والدي كان دائماً يتحدث عن فكرة الرحيل بشكل هادئ، دون أن يُثقل على أي شخص" واصفاً إياه بأنه كان ضيفاً خفيفاً.

وأضاف أنه لم يكن لديه الوقت الكافي لاستيعاب الموقف، ولكن العائلة حرصت على احتواء الموقف وعدم إشعار والده بأي معاناة، وكشف خالد عن آخر أمنية قالها له والده قبل رحيله: "نفسي أغمض وأفتح ألقى نفسي مع ربنا"، حيث كانت تلك الكلمات آخر حديث بينهما بعد نقله إلى المستشفى، وقبل وفاته بساعات.

دروس نبيل الحلفاوي في الحياة

أوضح خالد الحلفاوي أن والده كان يُعتبر مثالاً نادراً في الحياة، فهو لم يكن فقط فناناً بارعاً، بل كان قدوة في احترام النفس والتمسك بالقيم الإنسانية.

وأضاف خالد قائلاً: "نبيل الحلفاوي علّمنا أن احترام النفس هو أهم شيء، ولا يمكن التفاوض عليه مهما كان المقابل، كما كان يؤكد دائماً أن احترام النفس يبدأ من أول لحظة لآخر لحظة في اليوم".

وهذه المبادئ التي غرسها في أبنائه شكلت جزءاً من شخصية خالد نفسه، الذي اعتبر أن والده كان يعيش هذه القيم، ويطبقها في كافة جوانب حياته، سواء في العمل، أو في علاقاته مع الآخرين.

شاهدوا اللقاء الكامل للمخرج خالد الحلفاوي ابن الراحل نبيل الحلفاوي وتصريحاته عن والده:

الفن والشغف بعيداً عن المال

وعن اختيارات والده الفنية، أشار خالد إلى أن نبيل الحلفاوي كان شديد العناية في اختيار أدواره، وكان لا يرضى عن أي دور إلا إذا كان يشعر أنه يتناسب مع شخصيته الفنية.

ولفت إلى أن التمثيل كان بالنسبة لوالده شغفاً حقيقياً وهواية، ولم يكن مجرد وسيلة للربح المادي، وأضاف خالد: "كان يحرص على أن تترك الأدوار التي يقدّمها أثراً فيه أولاً ثم في الجمهور، وكان يبحث عن الأدوار التي "تعشش" في رأسه ومستمتع بها".

العلاقة مع شقيقه وليد

أحد المواضيع المؤثرة التي تناولها خالد كان حديثه عن علاقته بشقيقه الأصغر وليد، وقال خالد: "لم تكن هناك غيرة بيننا على الإطلاق، رغم أننا شقيقان من ناحية الأب فقط، على العكس، كنت سعيداً جداً بوجود وليد في حياتي"، مضيفاً أنه كان يشعر بفرحة كبيرة بوجود أخ له بعد 11 عاماً من العيش بمفرده.

كما أكد خالد أنه شارك والده في اختيار اسم وليد، وهو ما يعكس العلاقة الوطيدة والمميزة بينه وبين شقيقه.

علاقة نبيل الحلفاوي بعائلة فردوس عبد الحميد

تطرق خالد الحلفاوي أيضاً إلى العلاقة المستمرة بين والده وعائلة والدته، الفنانة فردوس عبد الحميد، والتي استمرت على الرغم من انفصالهما.

وقال خالد: "علاقة والدي بعائلة أمي كانت متداخلة جداً، حتى بعد الانفصال، وكان يتلقى المخرج محمد فاضل واجب العزاء بوالدي في رحيله، مما يدل على العلاقة القوية بينهما التي استمرت أكثر من 40 عاماً".

وأضاف خالد أنه رغم انفصال والديه وهو في سن الخامسة، إلا أن العلاقة بينه وبين والده لم تتأثر سلبياً، حيث كان والده حريصاً على أن يكون جزءاً من حياته اليومية.

حضور نبيل الحلفاوي على منصات التواصل الاجتماعي

في جانب آخر، تحدث خالد عن حضور والده الراحل على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة موقع "إكس"، حيث كان لديه جمهور ضخم تجاوز 7 ملايين متابع.

وأشار خالد الحلفاوي إلى أن والده كان حريصاً على تعلم استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة، وكان له تأثير كبير على جمهور متنوع من خلال آرائه العقلانية والمتزنة، مما جعل له حضوراً مميزاً على الإنترنت.

وأضاف خالد الحلفاوي قائلاً: "بدأت أستوعب أن أبي أصبح نجماً على السوشيال ميديا، عندما بدأ الناس يلتقون بي، ولا يسألون بشكل أساسي، عن أدواره الفنية، بل أصبحوا يسألون عن تدويناته على موقع تويتر، وخاصة تلك المرتبطة بالنادي الأهلي والكرة".

وفيما يخص قلة ظهور والده في المهرجانات وأمام الأضواء، أشار خالد إلى أن نبيل الحلفاوي كان يرفض أن يُحاط بالأضواء، وصرح قائلاً: "هو يرى نفسه ممثلاً فقط، زاهداً عن أجواء المهرجانات والنجومية والسجادة الحمراء". وأضاف خالد أنه يشبه والده في هذا الجانب، حيث لا يحب الأضواء المحيطة بالعمل الفني.