فن / اليوم السابع

ماجدة خير الله تكتب: "لام شمسية" عصى موسى لموسم شديد التميز

سوف يُصبح الموسم الدرامى لرمضان 2025 خطاً فاصلاً بين ما قبله وما سوف يأتى بعده، فهو الموسم الذى شهد عرض لام شمسية، للمخرج كريم الشناوى وتأليف مريم نعوم وورشة سرد، وقدم المسلسل بـ أسلوب فنى رائع قضيه غايه فى الخطورة والحساسية وكأن العمل مثل مشرط جراح ماهر يزيل ورم خبيث من جسد وعقل المجتمع دون نقطة دم واحدة، أصبح المسلسل بعد حلقاته الأولى هو الحصان الرابح فى سباق ساخن وغير متوقع، والغريب أن بقية المنافسين أو فلنقل النسبة الأكبر منهم ليسوا أقل جودة، بل إن لكل منهم جوانب تفوقه وتميزه فأعمال مثل ظلم المصطبة وقهوة المحطة، توفر لها كل عناصر الإبداع بحيث يمكن ان توضع فى قائمة اهم المسلسلات الدرامية التى تم انتاجها خلال العشر سنوات الأخيرة، والميزة الأهم فى دراما هذا العام، انها بشكل أو آخر سوف تزيح من على الخريطة الأعمال العشوائية وأسلوب الأداء الكاريكاتيري المزعج لممثلى هذه النوعية من الدراما وسوف تضع من توهموا ان الفن المصري فى حاله تراجع فى حرج شديد وأزمه مع أنفسهم.

لماذا يقف لام شمسيه فى المقدمة ببساطه لأن أي عمل فنى ناجح يبدأ بالفكرة ومدى جديتها وأهميتها وطريقه تقديمها وقد نجح فريق العمل فى ذلك بدرجه مبهره رغم حساسيه الموضوع فى مجتمع إعتاد الإنكار، وغض البصر عن المشكلات  الحقيقية التى تؤرقه وتحاول ان تفيقه من ثباته وسكونه المقيت!! ولا شك أن قضية التحرش عموما هى قضيه ملحه ومخيفه وتعانى منها غالبيه النساء مهما كان مستواهن الاجتماعى والعمرى، والأخطر منها التحرش بالأطفال التى يتعامل معها الجميع بمؤامرة من الصمت والتجاهل ولكن بطلة مسلسل لام شمسية "نيللى" أو أمينة خليل قررت أن تصرخ بأعلى صوتها كى توقظ الجميع، وهى تعلم حجم الهجوم والاستنكار الذى سوف تقابله لأن المُتحرش أو الجانى من الدوائر الضيقة جدا للعائلة وهو الصديق الصدوق للزوج والد الطفل المتحرش به.

لم يلجأ المسلسل للإثارة والمتاجرة بالقضية بل  إلى التحليل النفسى فى محاولة لتحليل الموقف واستخدام وسائل علم النفس لإنقاذ الطفل المُتحرش به، قبل أن تستبد به الأزمة النفسية وتحوله من ضحية إلى مشروع متحرش بالغير، عناصر التمثيل فى المسلسل وصلت إلى حد من الإبداع والجودة غير مسبوق بداية من شخصيه وسام "محمد شاهين" الذى يقدم مستويات مختلفة من الأداء بحيث يبدو أحيانا برىء من التهمه التى إلتصقت به، إلى أن يـتأكد مع مرور الوقت انه شديد الخسه يسبب لكل من يحيط به فى كارثه نفسيه بداية من الأم "صفاء الطوخى "التى تُدافع عنه بإستماته رغم علمها بما يقترفه، وصولاً الى  الزوجة يسرا اللوزي التى تحاول أن تخفى الأزمة التى تعيشها حتى أصيبت بحالة نفسية كادت تُطيح بها، وخوفها على ابنتها الوحيدة مما قد يلحقها من أذى يجعلها فى حالة فزع وخوف مُستمر.

وطبعا الضحية الطفل "على البيلى" يكاد يكون هو البطل الحقيقى للمسلسل ليس فقط لكونه نقطه الصراع ومفجر الأزمه ولكن لموهبته المتقدة النادرة فى التعبير عن كل الحالات التى يمربها طفل تعرض للتحرش وتعامله مع كم الألاعيب النفسية التى يُمارسها ضده المُتحرش، لإيقاعه تحت سيطرته تماما إحتاج ظهور المسلسل بهذا المستوى الفذ الى جهود كل المشاركين أمام الكاميرا وخلفها وقبل التصوير واثنائه وخاصه فريق الدعم النفسى ،ورغم الدور القصير الذى يقدمه "على قاسم" إلا أنه يقع عليه عبء درامى كبير فهو المعالج النفسى الذى تلجأ إليه الأسرة للتعامل مع الطفل الضحية، وعلى خلاف كل من سبق لهم تقديم دور المعالج النفسى لجأ على قاسم لأسلوب أداء هادىء ورزين ومتفهم ومبدع فى آن واحد فى محاوله للغوص فى عقل وقلب الطفل الضحية لمساعدته فى تجاوز الأزمة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا